الاسم
الخردل الأسود أو المستردة السوداء (بالإنجليزية:
Black
Mustard).
الاسم العلمي: Brassica Nigra
الموطن والزراعة
الخردل ينمو بريا في الحقول وعلى حواف الطرق وشواطئ الأنهار، موطنه حوض البحر
الأبيض المتوسط وغرب أسيا، ومنه انتشرت زراعته في بعض دول العالم لإغراض
تجارية.
وصف النبات
الخردل نبات حولي من فصيلة الصليبيات،
يزيد ارتفاعه عن المتر، السيقان منتصبة غزيرة التفرع وخاصة الاغصان الموجودة في
قمة النبات، الأوراق خضراء متبادلة ضيقة أو مفصصة، الأزهار صغيرة صفراء اللون
ساطعة على هيئة عناقيد وتزهر منتصف الصيف وحتى بدايات الخريف، الثمار أسطوانية
الشكل على هيئة قرون ملساء رفيعة ذات لون اصفر بني، وتحتوي بذوراً كروية الشكل
صغيرة الحجم بنية تقترب من اللون الأسود.
الجزء المستخدم طبياً: البذور وأحياناً الأوراق.
المحتويات الكيميائية
جلوكسيدات مستردة من مركب سينيجرين (Sinigrin) وأنزيم
ميروزين (Myrosin) اللذان
يتفاعلان في وجود الماء ليشكلان إيزوثيوسينات الآليل (Allyl
Isothiocyanate) وهو زيت الخردل العطري المعروف
بحدة طعمه ورائحته، كما يحتوي الخردل الأسود على بروتينات، ولثأ، زيت لا طيار.
الفرق بين الخردل الأسود والخردل الأبيض:
المستردة البيضاء (White
Mustard) أو
الخردل الأبيض والمعروف علمياً باسم: (Sinapis alba)، وهو
يتشارك مع
الخردل الأسود في نفس الأغراض، إلا أن الأسود أقوى
مفعولاً من الخردل الأبيض،
يتميز الأثنان بحدة طعم في الفم إلا أن الخردل الأبيض أقل حرافة بكثير من
الخردل الأسود كما يشير لذلك الدكتور سليم الأغبري، ونبات الخردل الأبيض أقصر
من الأسود حيث لا يتجاوز الـ 80 سم، وبذور الخردل الأبيض اكبر من الأسود، وتحتوي حبة الخردل البيضاء على مركب السينالبين (Sinalbin)،
بينما حبة الخردل السوداء تحتوي على مركب السينجرين، يستعمل الخردل الأبيض مع
المخللات فهو مضاد للتعفن والجراثيم ويعتبر مادة حافظة قوية.
ما قيل عنه قديماً
الخردل عرفته البشرية منذ القدم، وذُكرَ كثيراً في
الكتابات القديمة وفي الانجيل وفي القرآن وفي آثار الاغريق والرومان،
واستخدم الفراعنة بذور الخردل، وأطلق اليونانيون القدماء على الخردل
اسم سينابي (Sinapi) أي الذي يزعج العين، كما ذُكر في الكتب والمراجع القديمة لما
له ولزيته من اهمية طبية في الاستعمال الداخلي والخارجي.
- الانطاكي اكثر من فصل به من العلماء المسلمين حيث يقول
عنه: "الخردل نافع لكل مرض بارد كالفالج والنقرس واللقوة والخدر
والكزاز والحميات الباردة بماء الورد شربا وضمادا، يحرك العطاس ويزيل
اختناق الرحم ويحلل الورم، ويسكن اوجاع الفم والاسنان، ويحلل ثقل
اللسان غرغرة، ويحلل الرياح، وهاضم، ويهيج الباه..".
- يقول ابن البيطار في الخردل: "يقطع البلغم وينقي الوجه
ويحلل الاورام وينفع مع الجرب ويحل القوابي ووجع المفاصل وعرق النساء،
ويستعمل في اكحال الغشاوه مع العيون، وللخردل قوة تحلل وتسخن وتلطف
وتجذب وتقلع البلغم، واذا دق وقرب من المنخرين جذب العطاس ونبه
المصدوعين، والنساء اللواتي يعرض لهن الاختناق من وجع الأرحام، واذا
تضمد به نفع من النقرس وإبراء داء الثعلبة واذا خلط بالتين ووضع على
الجلد الى ان يحمر وافق عرق النسا وورم الطحال.
- اما ابن سينا في قانونه فيقول "يقطع البلغم وينقي الوجه
وينفع من داء الثعلبة يحلل الأورام الحارة، ينفع من الجرب والقوابي ،
ينفع من وجع المفاصل وعرق النسا، ينقي رطوبات الرأس يشهي الباه وينفع
من اختناق الهم".
الفوائد والاستخدامات
- يعتبر المعاصرون الخردل احد أهم التوابل الفاتحة للشهية،
وقالوا أن الخردل بالنسبة
للمعدة هو بمثابة السوط لحصان السباق، لهذا يجب أن يستعمل كما يستعمل الفارس
السوط باتزان واعتدال.
- أمراض الجهاز الهضمي: تناول الخردل ينبه المعدة ويثير اللعاب ويسهل المضغ ويزيد من إفرازات
العصارات الهاضمة وينشط حركات الأمعاء، ويكفي فقط تناول حبتين من بذور الخردل
قبل الطعام لطرد غازات المعدة والأمعاء.
- أمراض القلب والجلطة الدماغية: يساعد على الوقاية من أمراض القلب لأنه غني بالدهون الأحادية غير المشبعة
التي تعمل على خفض الكولسترول السيئ وزيادة مستوى الكولسترول الجيد، وتحسين
مستوى الكولسترول يساعد بدوره على خفض نسبة الدهون الثلاثية أو مستوى الدهون في
الدم بشكل عام، وللوقاية من الشلل الناتج عن إنفجار أوعية دموية في الدماغ في
حالات التصلب وارتفاع ضغط الدم.
- أفاد باحثون بأن بذور الخردل تدخل في صناعة اللصقات الجلدية الموضعية لعلاج
الروماتيزم، كما يستخدم في عمل ضمادات للأقدام لإزالة الإرهاق الشديد وحالات
الروماتيزم المفصلي.
-
يعالج الخردل مرض الأسقربوط، ويؤخذ لضعف القلب والتهابات الرئة والنقرس.
- في حال التهاب الفم واللوزتين والحنجرة يستعمل مسحوق بذور الخردل مع الماء
المغلي على هيئة غرغرة.
- الخردل يقطع البلغم وينقي الوجه وينفع في حالات احتقان المسالك
الهوائية، ولتنشيط الدورة الدموية فى الأعضاء الداخلية.
- يستعمل مطحون الخردل مع الماء بجرعة كبيرة نسبيا للتحريض على القيء لإفراغ
محتويات المعدة في حالة التسمم الغذائي لمنع امتصاص مابها من سموم.
- تدليك باطن القدمين لدى الأطفال يخفف من حدة نزلات البرد وإصابتهم
بالقشعريرة، وهو فعال فى علاج السعال وآلام الجسم والاحتقان الناجم عن نزلات
البرد والصداع ونمو العضلات بالإضافة إلى حمايته للثة من الجراثيم.
- زيت الخردل له فوائد جمة للشعر؛ فهو يعمل على تنشيط الدورة الدموية في منطقة
فروة الرأس، وبذلك يساعد على نمو الشعر وإيقاف تساقطه، وكذلك يساعد زيت الخردل
على تخفيف الشيب المبكر من الشعر، حيث إنه يعد أكثر فائدة لفروة الرأس من
الصبغات.
الأبحاث والدراسات
- تشير الكثير من الأبحاث والدراسات أن الخردل يعتبر أحد العوامل التي تؤثر في
خفض الكوليسترول وخفض مخاطر الاصابة بتصلب الشرايين، وكذلك الأنواع المختلفة من
الأورام السرطانية وتنظيم السكر في الدم، كما أكدت الدراسات أن الخردل يعتبر
مطهرا أو معقما جيدا، حيث تكفي 40 نقطة منه في لتر ماء ليكون مطهراً للجلد دون
أن يؤذيه، وتشير الأبحاث الى نجاح العلماء في التوصل الى أن حبوب الخردل تلعب
دوراً مهماً في بناء الكتلة العضلية لجسم الانسان بفضل مركب تم اكتشافه في بعض
النباتات التي من بينها السمسم، ويوجد بصورة أساسية في نبات الخردل.
- اكدت دراسه في ان للخردل فوائد غذائية بفعل مكوناته مثل السيلينيوم الذي يخفض
حدة الأزمات ويقلل من حدة بعض أعراض التهاب المفاصل، كما يحتوي على بعض الأحماض
الدهنية (أوميغا 3) التي تعمل على خفض احتمالات الاصابة بأمراض القلب والشرايين
وتقوي جهاز المناعة وتسهم في علاج الاكتئاب، وكذلك الماغنيسيوم حيث يعد الخردل
مصدرًا مهما له، ويخفض ضغط الدم المرتفع ويقلل من تردد نوبات الصداع النصفي،
ويخفض من احتمال الاصابة بالجلطات القلبية لمن يعانون تصلب الشرايين، ويفيد في
اعادة دورة النوم الطبيعية للنساء اللاتي يعانين الأرق بعد الوصول إلى سن اليأس
وانقطاع الطمث، ويحتوي الخردل أيضًا على عناصر أخرى بنسب متفاوتة مثل الفوسفور
والحديد وفيتامين النياسين والمنجنيز والألياف الغذائية.
- كشفت الأبحاث الطبية أن الخردل يلعب دورا هاما فى خفض الدهون المشبعة
بالمقارنة بأنواع زيوت الطهى الأخرى، وتوصل الباحثون إلى أن الأحماض الدهنية
غير المشبعة الأحادية تعمل على تحسين صحة وظائف القلب وتحافظ على التوازن فى
مستويات الكوليسترول بالجسم؛ ما يقلل من فرص تكون الدهون الثلاثية وبالتالى
تمنع السمنة وأمراض الكلى.
طرق استخدام الخردل
الاستخدامات الداخلية:
يستخدم الخردل داخليا بإعتدال في الأمراض الهضمية وأمراض القلب والوقاية من
الجلطات، يمكن تناول من 2 - 3 حبات مع الاكل أو قبل الأكل، والخردل الأسود له حدة في الطعم (حرافة) وفي الرائحة، وهذه الخاصية تفسد
في حال تعرض الخردل للحرارة، لذلك لا تغلى بذور الخردل أو مسحوقها في الاستخدام
الداخلي.
الاستخدامات الخارجية:
يمكن استخدام حمامات الخردل للتداوي من عدة علل، لكن لا يعرض للحرارة الزائدة
إلا عند الضرورة في بعض الاستخدامات الخارجية ولاقصر مدة ممكنة، كما أن للخردل تأثير التهابي على الجلد
لذلك لا يعرض الجسم لمدة طويلة.
أو لمجرد تنقية الجسم من
السموم وتنشيط الدورة الدموية.
حمامات جزئية:
في الغالب يستخدم حمام القدمين لمعالجة مشاكل المفاصل وحرارة القدمين والفطريات
التي تنمو في القدمين، كما التخلص من السموم حيث يفتح المسامات ويمتص منها السموم التي يطرحها الجلد، كما يفيد في حالة التبقعات الجلدية التي
تصيب كبار السن..
تضاف ملعقة طعام من مسحوق الخردل في أربعة لتر من الماء (بدرجة حرارة الجسم) ويوضع
القدمين (أو الكفين) في الماء لمدة 10 دقائق وبعدها يغسلان بالماء.
الحمام الكلي:
يستخدم لضعف القلب والتهابات الرئة والنقرس وآلام المفاصل وآلام الطمث حيث
يؤخذ 200 ملجرام من مسحوق الخردل ويضاف الى ماء الحمام (بدرجة حرارة الجسم) ويجلس فيه المرء لمدة 10 دقائق فقط وبعدها يتم غسل
الجسم بالماء لإزالة أي أثار للخردل.
الغرغرة: في التهاب الفم واللوز والحنجرة يؤخذ ثلاث ملاعق صغيرة من مسحوق بذور الخردل
وتضاف الى ملء كوب من الماء المغلي، ويستعمل على هيئة غرغرة.
اللبخات:
أما الصداع وآلام قرحة المعدة وضعف الدورة الدموية واحتقانات الرئة والدوالي وآلام الطمث فيستخدم الخردل على هيئة لبخات من مسحوق الخردل مع الماء الدافي أو
مع زيت الزيتون، حيث يعجن المسحوق بالماء الدافىء ثم تفرد على قطعة قماش سميك
ثم توضع فوق الجلد مباشرة لمدة ربع الى نصف ساعة بحيث توضع في حالات الصداع فوق
مؤخرة الرأس وآلام قرحة المعدة فوق اعلى البطن، واحتقان الرئة وعسر التنفس وضعف
الدورة الدموية و آلام الطمث فوق الظهر، والتهابات الحنجرة فوق الرقبة، والدوالي على نفس المنطقة المصابة.
تنبيه:
الخردل الأسود وزيته يمكن أن يُحدث بثور في البشرة الحساسة عند استخدامه موضعيا،
ويستخدم بحذر وبمقادير صغيرة في حال
استخدامه داخلياً.