المواضع التي وردت عن النبي

المواضع التي وردت عن النبي في الحجامة

   عند الحديث عن المواضع التي احتجم عليها  النبي ﷺ ، يجب أن أشير وأوضح أن هذه المواضع هي من باب ما دعت إليه الضرورة والحاجة وليس من باب الإلزام والاقتصار عليها.. نعم هناك حكمٌ كثيرةٌ لفعل النبي ﷺ  الاحتجامَ في هذه المواضع، وقد دلَّ عليها وبينها الطب قديماً وحديثاً، لكنَّ تَقديم هذه المواضع عند فعل الحجامة لحفظ الصحة مطلقاً، أو عند وجود العلة المشابهة التي فعل النبي ﷺ  الحجامةَ من أجلها قد يكون مستحباً أو مطلوباً، وذلك لأن أفعال النبي ﷺ  وحثَّه في أمور الطب من باب التشريع، وليس من باب المشورة وإبداء الرأي في أمر من أمور الدنيا، كما قال ذلك ابن خلدون، ومن وافقه من المتقدمين وبعض من المعاصرين.

bannerDcolon

المواضع التي ورد عن النبي ﷺ  الاحتجام عليها

الحجامة النبوية
فيديو توضيح للمواضع النبوية

(الحجامة وسط الرأس):

    – روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: ﴿احتجم النبي  ﷺ  في رأسه وهو محرم، من وجع كان به، بماء يقال له: لحى جَمَلٍ﴾، وفي رواية عنه -رضي الله عنه-: ﴿أنَّ رسول الله  ﷺ  احتجم وهو محرم في رأسه، من شقيقة كانت به﴾.

    – وعن عبد الله بن بحينة -رضي الله عنه-: ﴿أنَّ رسول الله  ﷺ  احتجـم بلَحْيِ جَمَلٍ من طريق مكة، وهو محرم، في وسط رأسه﴾ أخرجه البخاري ومسلم بدون ذكر: (لحي جمل)، قوله: (لحي جمل) قال الحافظ في فتح الباري: (4/51و10/152): “قوله: بلحى جمل بفتح اللام وحكى كسرها وسكون المهملة وبفتح الجيم والميم موضع بطريق مكة”  ثبت في سنن أبي داود وغيره، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ﴿أنَّ أبا هند حجم النبي ﷺ  في اليافوخ[1]﴾.

(الحجامة في الأخدعين والكاهل):

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ﴿كان رسول الله  ﷺ  يحتجم في الأخدعين[2] والكاهل[3] …﴾ رواه الترمذي، وأبو داود بلفظ: ﴿أنَّ النبي ﷺ  احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل﴾ حديثٌ حَسَنٌ.

وقوله: (ثلاثاً) أي اثنتين في الأخدعين، وواحدة في الكاهل (انظر: المجموع شرح المهذب (9/57)).

قال صاحب لسان العرب-مادة: خدع-: (الأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِـيّان فـي موضع الـحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطةُ علـى أَحدهما فـيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِن الوَرِيد . وفـي الـحديث: أَنه احْتَـجَمَ علـى الأَخْدَعَين والكاهل؛ الأَخدعانِ: عرقان فـي جانِبَـي العُنق قد خَفِـيا وبَطَنا، والأَخادِعُ الـجمع؛ وقال اللـحيانـي: هما عِرقان فـي الرقبة، وقـيل: الأَخدعان الوَدجانِ).

ذات صلة: الحجامة النبوية     أحاديث الحجامة     أيام الحجامة النبوية 

(الحجـامةُ على الـورك):

ثبــت عند أبي داود في سنــنه، وغيره من طــريق أبي الزبير عن جـابر -رضي الله عنه-: ﴿أن النبي ﷺ  احتجم على وركه من وثء كان به﴾.

قوله على وركه: بفتح الواو وكسر الراء، وفي القاموس: الورك بالفتح والكسر ككتف ما فوق الفخذ.

وقوله من وثء: بفتح واو وسكون مثلثة آخره همزة، والعامة تقول بالياء، وهو غلط، وهو: وهن، أو وجع يصيب اللحم ولا يبلغ العظم، أو وجع يصيب العظم من غير كسر[4].

وقد عرَّف النسيمي الوثءَ، بقوله: (هو التواء المفصل منذ تمطط الرُّبط حتى انقطاعها).

(الحجـامة على ظهر الـقـدم):

ثبت في مسند الإمام أحمـد، وسنن أبي داود، والنسائي عن أنس -رضي الله عنه-: ﴿أن رسول الله ﷺ  احتجم وهو محرم، على ظهر القدم من وجع كان به﴾.

(الحجامة في جوزة القَمَحْدُوَة، أو نُقْرة القفا):

روي عن النبي ﷺ  الحث على الاحتجام في جوزة القمحدوة، أو نقرة القفا، وكذلك روي عنه عليه الصلاة والسلام: المنع من الاحتجام عليها، وكلُّ ذلك لا يصح عنه.

1- (( عليكم بالحجامة في جوزة القَمَحْدُوَة، فإنها دواء من اثنتين وسبعين داء وخمسة أدواء، من الجنون، والجذام، والبرص، ووجع الضرس )).

الحديث: ضعيف انظر: ضعيف الجامع: (رقم3762).

2- (( الحجامة في نُقْرة الرأس تورث النسيان، فتجنبوا ذلك )).

الحديث: موضوع.

وقد اختُلفَ في الاحتجام في نُقرة القفا على قولين:

القول الأول: اختار قومٌ المنع، وعللوا ذلك: بأن الحجامة على نُقْرَة القفا تورث النسيان، وذلك أنَّ مؤخر الدماغ موضع الحفظ، ولما ورد عن النبي ﷺ  من النهي في ذلك.

القول الثاني: أنَّ الحجامة نافعة في نُقْرَة القفا، وقد دلَّ على ذلك الطب والواقع العملي، والشرع أيضاً.

والجواب على المعترض:

أولاً: الحديث الذي ورد فيه ذكر النهي لا يثبت عن النبي ﷺ فبطل التعليل به.

ثانياً: نوافق المانعين الرأي أنَّ الحجامة إذا استعملت بغير ضرورة تضعف مؤخر الدماغ، أمَّا إذا استعملت لغلبة الدم عليها فإنها نافعة للمحتجم طباً وشرعاً؛ فقد ثبت عن النبي ﷺ : أنَّه احتجم في عدة أماكن من قفاه، بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك؛ واحتجم في غير القفا بحسب ما دعت إليه حاجته.

الترجيح: هو اختيار القول الثاني، لقوته من حيث التعليل الشرعي، وكذلك التعليل الطبي.

 فالعلماء الألمان قالوا إن نقرة القفا هي التي تلي الغدة النخامية ويمر بنقرة القفا 72 هرمون من الغدة النخامية ويذهبون إلى بقية غدد الجسم ولذلك أي خلل في أي هرمون يؤدي إلى أمراض كثيرة.

من قناة الدكتور سليم طلال كاتب المقال للأشتراك اضغط هنا

__________________

 [1] اليافوخ: هو وسط الهامة حيث ملتقى عظم مقدم الرأس وعظم مؤخره، في نقطة التقاء شعر الرأس عند الحجامة عليها تسمى المنقذة أو المغيثة أو أم مغيث.

 [2] الأخـدعان: عرقان في جانبي العنق.

[3]  والكاهل: هو العظمة البارزة أسفل القفا (أعلى منتصف الظهر بين الكتفين) وهذه العظمة هي الفقرة العنقية السابعة وفي علم التشريح يطلق عليها اختصاراً (C7).

[4]  انظر: عون المعبود (10/245)، وحاشية السندي على سنن النسائي (5/193).

شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

عسل النحل

Read Next

أهمية العسل في تغذية الرضع والأطفال