أحاديث الحجامة هي من باب
صِناعة الطب التي يجب أن يتحرى المسلم في اختيار أصحها ثبوتاً عن
النبي
e،
وليست من باب فضائل الأعمال التي يُرخِّصُ البعضُ في العمل بها
بالشروط الموضوعة والمعتبرة عندهم.. فقد ثبت عن النبي
e
عِدَّةٌ من الأحاديث الواردة في الحجامة وفضلها، لكن هناك أيضاً
الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة في الحجامة والتي ساعدت على
انتشار مفاهيم خاطئة ومغلوطة عن الحجامة ومواضعها وأوقاتها وشروطها
وطريقة تأديتها وحتى موضوع دم الحجامة وما الذي يُفعل به.
أحاديث الحِجَامةُ في صحيح
سُنَّـةِ محمد
e
أحاديث الحجامة الواردة عن
الرسول
e
والمثبتة كثيرة وتربو على الستين حديثاً وتبين مختلف النواحي
الشاملة لعملية الحجامة تقريباً، لكن يكفينا ذكر أهم هذه الأحاديث
وإسنادها وما جاء في فضلها:
- أخرج البخاري ومسلم عن جابر
بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي
e
يقول:
﴿إنْ
كان في شيءٍ من أدويتكم خيرٌ، ففي شَرطةِ محجمٍ، أو شربةِ عسلٍ، أو
لذعةٍ بنارٍ تُوافقُ الداءَ، وما أحب أنْ أكتوي﴾.
- ثبت في المسند، وسننِ أبي
داود، وابن ماجة، ومستدرك الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ
رسولَ الله
e
قال:
﴿إنْ
كان في شيءٍ مما تداويتم به خيرٌ فالحجامة﴾.
- وأخرج البخاري في الصحيح،
وابن ماجة في السنن، وأحمد في المسند عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي
e
قال:
﴿الشِّفاءُ
في ثلاثةٍ: شربةِ عسلٍ، وشَرْطةِ محجمٍ، وكيَّةِ نارٍ، وأنهى أمتي
عن الكيِّ﴾.
- وفي الصحيحين من طريق حميد
الطويل عن أنس رضي الله عنه: أنه سُئلَ عن أُجرةِ الحجَّام، فقال:
احتجم رسول الله
e،
حجمه أبو طيبة، وأعطاه صاعين من طعام، وكلم مواليه فخففوا عنه،
وقال:
﴿إنَّ
أَمْثَلَ ما تداويتم به الحجامة، والقسط البحري﴾.
- وأخرج أحمد في المسند
والترمذي وابن ماجة في السنن والحاكم في المستدرك عن ابن عباس
رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله
e:
﴿ما
مررتُ بملأ من الملائكة ليلةَ أسري بي إلاّ كلهم يقول لي: عليك يا
محمد بالحجامة﴾.
الحديث: حسنه الترمذي، وقال
الحاكم: صحيح الإسناد، وقال الإمام الألباني في صحيح الترغيب
(3/352): صحيحٌ لغيره.
- وأخرج الترمذي عن ابن مسعود
رضي الله عنه، قال: حدَّث رسول الله
e
عنْ ليلة أُسْري به أنَّه:
﴿لم
يمرَّ بملأ من الملائكة إلا أمروه: أنْ مُرْ أمَّتكَ بالحجامة﴾.
وأخرجه ابن ماجة من حديث أنس
رضي الله عنه، والحديث بمجموع طرقه يرقى إلى درجة الصحة، وانظر:
السلسلة الصحيحة ( رقم:2264)، وصحيح الترغيب (3/352).
- وفي مسند أحمد عَنْ أَيُّوبَ
بْنِ حَسَنِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ جَدَّتِهِ
سَلْمَى خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ
e
قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا
قَطُّ يَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
e
وَجَعًا فِي رَأْسِهِ إِلا
قَالَ احْتَجِمْ وَلا وَجَعًا فِي رِجْلَيْهِ إِلا قَالَ أخضبهما
بِالْحِنَّاءِ.
أقرأ أيضاً:
- الأحاديث الموضوعة
والضعيفة في الحجامة.
- الحجامة وتبيغ الدم.