تبيغ الدم

تبيغ الدم

   ثبت عن النبي ﷺ من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله  ﷺ: ﴿إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم، فإنَّ الدَّمَ إذا تَبَيَّغَ بصاحبه قتله﴾، في حديث الرسول هذا  ذكر تبيغ الدم بأنه قاتل والتبيغ[1] هو ثوران الدم، وتبيَغَ الدم أي هاج وغلب ومعنى ذلك هو تهيجه وزيادة نفوره لزيادة الأخلاط فيه وهذه الأخلاط تعرف في الطب البديل بالشوائب السالبة داخل الدم التي تعيق من جريانه داخل الجسم ومن علامات هذا التبيغ احتقان في الوجه وباطن جفن العين بالإضافة للشفتين، كما انه مرتبط بكثرة كريات الدم الحمراء الهرمة داخل الدم الفتيّ المعافى.

والتبيغ في اللغة “الزيادة” من قولهم: بغى فلان على فلان أي زاد عليه، وقال أبو عبيد عن الكسائي: التبيغ التهيج، وفي لسان العرب تبيغ به الدم: هاج به، وذلك حينما تظهر حمرته في البدن، وقد استعمل القاموس الطبي الموحد كلمة التبيغ ترجمة عن كلمة (Hyperemia).

للموقع الغلاف

ومن أعراض تبيغ الدم الصداع, الدوار (الدوخة), سرعة الغضب (نرفزة), كما قد يحدث شعور بثقل الرأس واضطراب في البصر وفي نظري إن التبيغ هو احتقان الدم في مناطق الحجامة مما يؤثر (كرد فعل انعكاسي) على الأعضاء الداخلية مما يسبب المرض والاعتلال في الصحة.

وفي تعليقه على أحاديث الحجامة والتبيغ يقول الدكتور محمد علي البار[2]:

التبيغ هو غلبة الدم من الإنسان فإذا هاج الدم وارتفع الضغط فإنه قد يسبب انفجار أحد شرايين الدماغ فيقتل المصاب أو يصاب بالفالج (الشلل النصفي) كما أن ارتفاع الضغط الدموي قد يؤدي إلى هبوط القلب وحدوث ما يسمى بالجلطة (احتشاء العضلة القلبية) وإما إلى الفشل الكلوي وكلاهما قاتل لصاحبه، فارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة التي قد تقتل صاحبها إذا أهمل علاجها، وارتفاع الضغط يسبب إصابة الكلى ثم فشلها وكلما أصيبت الكلى ارتفع الضغط فيدخل المريض في حلقة مفرغة، كما أن ارتفاع الضغط يسبب تضخم العضلة القلبية ثم هبوطها وخاصة في الجانب الأيسر مؤدية إلى ضيق نفس شديد (زلة تنفسية) تزداد عند الاستلقاء أو النوم أو بعد الجهد، وارتفاع الضغط يزيد في إصابة الشرايين بالتصلب وإذا أصيبت الشرايين القلبية بالتصلب يمكن أن تحدث الجلطة القلبية، ويتابع د .البار قوله: ويعالج ضغط الدم بإقلال تناول الملح، وإعطاء خافضات الضغط وقد كانت الحجامة أو الفصادة أحد أركان العلاج في هذه الأمراض، والغريب حقاً أن الأبحاث الحديثة ذكرت لأدوية علاج الضغط أضراراً قد تفوق فوائدها، وأوضحت هذه الدراسات أن الذين تلقوا علاجاً بمدرات البول لخفض الضغط المرتفع زادت حوادث جلطات القلب لديهم نسبة لأولئك الذين لم يتلقوا أي علاج، كما أن هناك أبحاثاً تتهم بعض العقاقير المضادة لارتفاع الضغط مثل (حاصرات بيتا) بتسبب زيادة الكولسترول الدموي، وبالتالي إيجاد عامل خطر جديد لإحداث جلطات القلب، وأن الفائدة المرجوة عن خفض ضغط الدم قد تقلل منه الأضرار الجانبية لهذه العقاقير.

ويقول د. محمد علي البار متابعاً: وما يمكن أن نستنتجه هو أن ضغط الدم المرتفع ارتفاعاً بسيطاً أو معتدلاً قد لا يستفيد المصاب به بمعالجته بالعقاقير المستخدمة وأن اللجوء إلى المعالجات البديلة البسيطة بخفض الملح في الطعام، وتناول الثوم، والحجامة تمثل وسيلة فعالة لمعالجة مثل هذه الحالات وتجنب أضرار العقاقير.

وهكذا نرى من الأبحاث التي ساقها الدكتور البار وغيرها أن الحجامة الدموية (الرطبة) تعتبر العلاج الأمثل لتبيغ الدم ومن ثم لمعالجة ارتفاع الضغط المسبب له، وهنا تتجلى المعجزة النبوية في هذه الوصفة الرائعة التي نطق بها من لا ينطق عن الهوى.

Hijamah courses

______________________

[1]  في الهادي إلى لغة العرب، باغ الدم: ثار وهاج، كما يكون الحال عند من به ارتفاع في ضغط الدم. (انظر: القامــوس المحيط مادة: بوغ).

[2]  د. هيلينا عبد الله عن كتابها “الحجامة الحديثة” – القاهرة.

من قناة الدكتور سليم طلال كاتب المقال للأشتراك اضغط هنا
شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

أكل يرقات النحل

Read Next

هل ينقرض الإنسان إذا اختفى النحل من الأرض؟