المرأة الحامل ونوبات الصرع

المرأة الحامل ونوبات الصرع

ترتبط حياة كل فتاة بحلم الزواج وإنجاب الأطفال ويزيد في رغبتها الأهل والأصدقاء ومن المحزن أن هناك اعتقاد خاطئ للفتيات اللاتي يعانين من الصرع بأنهن لا يستطعن الحمل بأمان أو أن أطفالهن لن ينموا بصحة جيده الأمر الذي يعيق تلك الفتيات عن ممارسة حياتهن بشكل طبيعي، وهنا يجب أن نشير وبوضوح أن مرض الصرع لا يمنع المرأة من الزواج والإنجاب، ولم يثبت أن مرض الصرع يزيد نسبة التشوهات الجنينية، ولكن عند حمل المرأة المصابة بالصرع يجب التنسيق مع الطبيب الأخصائي قبل الرغبة في الحمل.

bannerDepilepsy 1

يتصف الحمل بالنسبة إلى المرأة التي تعاني من الصرع على انه عالي الخطورة وهذا يعني ضرورة العناية الصحية والطبية والمتابعة المنتظمة لتحقيق أفضل نتائج للأم وللجنين كما أن التخطيط الواعي للحمل أمر هام من حيث مناقشته مع الطبيب المختص في أمراض الدماغ والأعصاب للرد على كل التساؤلات أو المخاوف الحقيقية إضافة لاستشارة الطبيب المخصص بالحمل والولادة.

قبل مناقشة الحمل لا بد من أن تأخذ الأم بعين الاعتبار وسائل منع الحمل الآمنة والفعالة التي تتيح لها الفرصة لتحقيق أفضل مستوى من التحكم والعلاج لنوبات الصرع قبل الشروع في الحمل، وتجدر الإشارة أن فعالية أقراص منع الحمل تتأثر بالأدوية التي تستخدم لعلاج نوبات الصرع فالأدوية المقاومة للصرع وخاصة (فينوباربيتال – ديلانتين – فينيتوين – تجيريتول) تعمل على تقليل نسبة الاستروجين في أقراص منع الحمل وذلك عن طريق زيادة تمثيله في الجسم لذلك فإنه من الضروري تناول أقراص منع الحمل التي تحتوي على نسبة أعلى من الاستروجين ولكن إذا كانت لا تستطيع تحمل موانع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم فان هناك وسائل أخرى عديدة.

إن التحكم الجيد بنوبات الصرع ضروري للحصول على حمل أكثر أماناً ولا يوصى بالحمل للنساء اللاتي يتعرضن لنوبات الصرع المتكررة أو الحادة، كذلك فإن الأدوية المقاومة للصرع لها تأثير على الجنين وقد يستغرق أخصائي الدماغ والأعصاب وقتاً حتى يتمكن من تحديد علاج يتحكم بنوبات الصرع ولا يشكل خطراً على الجنين قدر الإمكان ويمكن الحد من الآثار الجانبية للأدوية المقاومة للصرع إذا أمكن التحكم بنوبات الصرع باستخدام دواء واحد وليس مجموعة من الأدوية، وهنا يتضح أن كل امرأة مسئوله عن نفسها ويجب أن تكون صريحة في المعلومات التي تعطيها للطبيب المعالج ويجب عليها كذلك عدم التوقف عن الدواء بعد حصول الحمل إلا باستشارة الطبيب وتوجهاته، وبعد أن يتم التحكم بنوبات الصرع والحصول على موافقة أخصائي المخ والأعصاب أو طبيب النساء والولادة يصبح الحمل ممكنـًا، وعند حصول الحمل يجب إعطاء الاهتمام الكافي.

يتعرض حوالي (25% – 30 %) من النساء لزيادة نوبات الصرع أثناء فترة الحمل والى الآن لا توجد طريقه لمعرفة من هي المرأة الأكثر عرضة لحدوث هذه الزيادة، وبعض الدراسات تشير إلى أن النساء اللاتي يكون التحكم بنوبات الصرع لديهن ضعيف قبل الحمل هُـنَّ الأكثر قابلية لهذه الزيادة، وهناك دراسات أخرى تشير إلى أن النساء اللواتي يعانين من صرع عام أولي قد يصبحن معرضات لزيادة نوبات الصرع خلال الحمل، كما لاحظت الأبحاث أن هناك زيادة في نوبات الصرع في فترة شهور الحمل الأولى والثانية وأخر الثالثة، لذلك فان المرأة الحامل يجب أن تتابع مع أخصائي المخ والأعصاب شهريـًا أثناء فترة الحمل وان تبلغه في حال حصول أي زيادة في نوبات الصرع.

لا يستطيع احد أن يتنبأ من هي المرأة التي سيحدث لديها زيادة في النوبات أثناء فترة الحمل ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى هذه الزيادة وهي:

  • الحمل في العادة حدث سعيد لكنه في بعض الأحيان يكون مرحلة مرهقة جسديـًا وعاطفيـًا.
  • تتغير مستوى الهرمونات ويكون هناك زيادة في اختزان السوائل والأملاح.
  • تتكرر حالة الغيثان وتؤثر على التغذية وبالتالي على التوازن الكيمائي في الجسم.
  • يزداد التوتر والهواجس مما قد يؤثر على النوم.

كل هذه العوامل قد تضع المرأة في ظروف تكون فيها أكثر عرضة لنوبات الصرع والطريقة الوحيدة التي تستطيع فيها الحامل حماية نفسها وجنينها من نوبات الصرع هو تطبيق توصيات ونصائح الطبيب المعالج بعيداً عن الأقوال والشائعات التي يروجها والبعض، وهناك الكثير من السيدات المصابات بالصرع والتي أنجبن أطفال طبيعيين، ولهذا فأننا ننصح المرأة الحامل أن تعتني بنفسها جيداً وخصوصاً في فترة الحمل وذلك بتباع ما يلي:

  • اخذ وقت كافي من الراحة.
  • تناول غذاء متوازن.
  • المحافظة على جدول منتظم لممارسة التمرينات الرياضية وهذا سيساعدها في الحصول على نوم عميق ومريح، وهنا يجب الانتباه إلى أن أي نشاط رياضي يجب أن يتم بعد استشارة الطبيب، أما الأنشطة الرياضية الخفيفة مثل المشي فهي مفيدة جدا للأم وللجنين.
  • لا بنصح باستعمال الأدوية المنومة.
  • لو كانت حالة الغيثان شديدة يجب استشارة الطبيب كذلك.
  • هناك بعض الفيتامينات التي يوصفها الطبيب قبل الولادة وهي تساعد على التوازن الكيميائي للجسم، وتمنع حدوث فقر الدم ويجب إتباع الإرشادات الصحية التي تطبق على كل الحوامل مثل عدم التدخين، وعدم تعاطي الكحول أو المخدرات، والانتباه للسقوط أو الوقوع.

مع تطور الحمل يقل مستوى الأدوية المقاومة للصرع في الدم وحتى إن تناولت الأم الأدوية بانتظام فمن المهم إجراء تحاليل الدم بشكل متكرر، كما يجب مراقبة نسبة الدواء شهريا من الشهر الأول حتى الأخير من الحمل.

تشوه الأجنة والصرع:

إن التشوه الخلقي ممكن أن يحدث لأي طفل من أم سليمة ولا تعاني من الصرع ويحدث هذا بنسبة (2% – 3%) في الحمل الطبيعي، وإذا تعرض الجنين للأدوية المقاومة للصرع في الرحم فان هذه النسبة تزيد إلى (4% – 6%)، وعلى الرغم من أن هذه النسبة تعتبر ضعف النسبة الطبيعية فلا يجب اعتبار هذا السبب لتجنب الحمل وكل هذه التأثيرات تحصل في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل والعناية الجيدة بالأم ومراقبة مستوى الأدوية خلال فترة الحمل تساعد على تقليل تلك الخطورة، ويجب معرفة أن الأشياء التي تحدث للجنين الذي تعاني أمه من الصرع هي نفسها التي تحدث للأطفال الآخرين، كما أن الأطفال الذين يولدون لأمهات لا يحصلن على العناية الطبية قبل الولادة أو أمهات يتعاطن المخدرات والكحول هم الأكثر عرضه لحدوث تشوهات وإعاقة عقلية بصرف النظر عن إذا كانت الأم تتعاط أدوية لمقاومة الصرع أم لا.

تتزايد الخطورة في ولادة طفل مشوه للأمهات اللاتي تناولن أكثر من دواء لمقاومة الصرع والعلاج الحالي للصرع يتركز الآن على استخدام دواء واحد لما يحمل ذلك من تجنب أي تأثيرات جانبية على الجنين.

بعد الولادة:

ليس هناك علاج محدد لانسحاب الأدوية من جسم الطفل وكل التأثيرات تختفي خلال ثلاثة شهور من الولادة.

عملية الرضاعة:

إن بعض الأدوية قد تختلط بالحليب ويهضمها الطفل وامتصاص الطفل لها قد يسبب تخدير ويجعله كسولاً وضعيفاً في الرضاعة وغالبا ينصح الأطباء بعدم إرضاع الطفل.

bannerDepilepsy 1
شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

تأثير الدورة الشهرية وأقراص منع الحمل على الصرع

Read Next

الصرع النفسي Psycho Epilepsy