أمراض العصر
مما لا شك فيه أن هناك
طفرة نوعية في حياة العالم بعد دخوله في معترك الثورة الصناعية، والتي
اتجهت في شقين متناقضين الأول خدم الإنسانية والآخر حطمها وأعطاها
وجهاً مخيفاً، وفي السنوات الأخيرة ونتيجة لهذا التطور الهائل الذي
أصاب الحياة بمختلف نواحيها؛ ظهرت إفرازات كثيرة في المجتمع وخصوصاً في
مجتمعاتنا الشرقية التي لاقت ما لاقت من ويلات التخلف والجهل، فانتشرت
في هذه المجتمعات أمور عديدة، ومن أهم واخطر ما انتشر في هذه البلدان
هو الأمراض، وخطورتها تكمن في أن صحة الفرد هي أغلى ما يملك، خصوصاً
وأن هذه الأمراض في أوطاننا العربية اتحدت مع البؤس والشقاء وتخطت كل
الأرقام التي سجلت عالمياً.
منذ بداية العصر الحديث بدئت كثير من الأمراض تظهر على السطح على شكل
ظاهرة أقلقت الأطباء والأخصائيين قبل المرضى والمصابين بهذه الأمراض
أنفسهم، وأصبحت تمثل سمة هذا العصر بما فيه من سرعة ترافقت مع
التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات؛ فظهرت العديد من السلوكيات
وأنماط الحياة الحديثة من عادات غذائية مرهقة ومكلفة صحياً بجانب قلة
الحركة والتنقل بسبب الرفاهية وتوفر وسائل المواصلات الحديثة وتواتر
ذلك مع ضغوط الحياة النفسية والعصبية، كل هذا أدى بالضرورة والحتمية
إلى ظهور أمراض لم تكن معروفة أو لم تكن منتشرة بهذا الشكل في العصور
السابقة.
اختلفت الأمراض التي يمكن أن نسميها اصطلاحاً بأمراض العصر؛ فمنها
الخفيفة وهي كثيرة الانتشار ويعاني منها الأغلبية كالآم الظهر والقرحة
والحموضة والصداع، والمتوسطة والتي قد تشكل عبئاً جسدياً ونفسياً على
المرضى كالقولون العصبي والاكتئاب والربو وآلام المفاصل والروماتيزم،
والأمراض شديدة الخطورة مثل السمنة والضغط والسكري والفشل الكلوي
والزهايمر والسرطانات.
ومن الأخطاء الشائعة في معظم مجتمعات العالم اكتساب عادات وسلوكيات
خاطئة تصبح مع مرور الوقت والممارسة اليومية لها وكأنها السلوك الصحي
الصحيح الذي يجب عليهم التمسك به، وكان من تبعات ذلك انتشار أمراض
العصر بشكل كبير، شاملةً جميع الفئات العمرية من الجنسين، فمؤشرات
انتشار داء السكري وأمراض القلب والشرايين التاجية وارتفاع ضغط الدم
باتت مخيفة ليس بالنسبة للمصابين بها فحسب بل أيضا بالنسبة للمسئولين
عن الصحة، ويكمن وراء ذلك عدد من العوامل التي نطلق عليها عوامل
الخطورة مثل السمنة وزيادة الوزن والتدخين وحياة الترف والرفاهية وعدم
ممارسة الرياضة.. الخ، والسؤال الذي يطرح نفسه.. إلى متى يظل الفرد
مستسلماً لهذه العوامل ومضاعفاتها؟.. وهل بالإمكان أن نغيّر بعضا من
عاداتنا غير الصحّية بأخرى صحّية؟..
يؤكد الدكتور سليم طلال المتخصص في مجال طب الأعشاب والتغذية العلاجية
أن ذلك ممكن جداً بشرط أن تتوفر أولاً قوة الإرادة ودافع التغيير إلى
الأفضل، وذلك بإتباع جداول تنظم العمل اليومي وتحيله إلى سلوك روتيني
جديد يستمر عليه الفرد في مستقبل أيامه.
الحلول العلاجية التي ظهرت لتساعد في شفاء أمراض العصر أو تخفف منها
كثيرة، فاختلفت وجهه نظر العلماء والباحثين حسب التباينات المجتمعية،
فمن العلاج بالعقاقير والأدوية الكيميائية الحديثة، إلى أساليب العلاج
القديمة بمختلف أنواعها كالأعشاب والإبر الصينية والحجامة، إلى ظهور
حلول ونصائح غير تقليدية كاستخدام القراءة كعلاج لهذه المشاكل وبالذات
الأمراض النفسوجسدية أو العلاج بالسجود للتخلص من التراكمات النفسية
التي تسببها هذه الأمراض.
وفي موقع العلاج
وإيماناً منا بأهمية نشر الوعي الصحي حول أخطر الأمراض التي تفشت في
العصر الحديث يقدم مركز العلاج الأكاديمي والتطبيقي قسم متكامل عن أهم
أمراض العصر وسبل الحد من انتشارها واحدث الوسائل الطبيعية المبتكرة
لعلاجها، كما نروج في هذا القسم لبعض الأدوية والعلاجات الطبيعية لكثير
من هذه الأمراض.
سائلين المولى عز وجل أن يديم على
الجميع نعمة الصحة والعافية،،،