التسمم
الغذائي
Food Poisoning
تُستخدم
عبارة "التسمم الغذائي" لوصف مجموعة أعراض ناتجة عن تناول أطعمة
ملوثة بالبكتيريا أو السموم التي تنتجها هذه الكائنات، كما ينتج
التسمم الغذائي عن تناول الأغذية الملوثة بأنواع مختلفة من
الفيروسات والجراثيم والطفيليات ومواد كيماوية سامة مثل التسمم
الناتج عن تناول الفطر، ويقال أن التسمم الغذائي قد تفشى إذا حدث
أن أعراض المرض قد ظهرت في أكثر من شخصين، والدراسات المخبرية
أظهرت أن الغذاء المتناول هو السبب المباشر عن طريق زرع البكتيريا
المسببة للتسمم، ويشكل التسمم الغذائي الناتج عن البكتيريا السبب
الرئيسي في أكثر من 80% من حالات التسمم الغذائي، وفيما يلي من
أسطر وعلى صفحات موقع العلاج يتحدث
الدكتور سليم الأغبري عن التسمم الغذائي وسبل الوقاية منه وطرق
علاجه الطبيعية.
تعريف التسمم الغذائي
يعرف التسمم الغذائي عادةً بأنه حالة مرضية مفاجئة تظهر أعراضها
خلال فترة زمنية قصيرة على شخص أو عدة أشخاص بعد تناولهم غذاء غير
سليم صحياً، وتظهر أعراض التسمم الغذائي على هيئة غثيان وقيء
وإسهال وتقلصات في المعدة والأمعاء، وفي بعض حالات التسمم الغذائي
تظهر الأعراض على هيئة شلل في الجهاز العصبي بجانب الاضطرابات
المعوية، وتختلف أعراض الإصابة وارتفاع الحرارة وشدتها والفترة
الزمنية اللازمة لظهور الأعراض المرضية حسب مسببات التسمم وكمية
الغذاء التي تناولها الإنسان.
نسبة الانتشار
توضح الإحصائيات أن شخص من بين أربع إلى ستة أشخاص يسقط ضحية
التسمم الغذائي في الولايات المتحدة الأمريكية سنويا، أي أنه هناك
حوالي 76 مليون أمريكي يسقط ضحية التسمم الغذائي سنويا، إلا أن
معظم هذه الحالات تكون خفيفة وبسيطة ولا تحتاج إلى عناية طبية، فقط
حوالي 325000 حالة تحتاج للعناية الطبية ومنها حالات أخرى تكون
خطيرة ومهدده للحياة وأن هناك 5200 حالة وفاة تحصل سنويا في
الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لعلل التسمم الغذائي.
كيف يحدث التسمم
الغذائي؟..
يحدث التسمم الغذائي إذا توفّر واحد أو أكثر من العوامل التالية:
• وضع الطعام في غرفة درجة حرارتها (25 ـ 35) درجة مئوية.
• وجود ناقل للميكروب في الطعام أو العمالة أو حيوانات محيطة.
• تلوث الأيدي أو الملابس للعاملين بالطعام أو تلوث أدوات المطبخ
بالميكروب.
• تلوث أسطح تحضير الطعام المستخدمة لتجهيز اللحوم والدواجن
والأسماك.
• فترة بقاء الطعام المكشوف في جوِّ الغرفة العادي.
• وجود طعام مهيَّأ لنمو البكتيريا.
العوامل المساعدة في حدوث
التسمم الغذائي:
• عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
• ترك الطعام لفترة طويلة في جوِّ الغرفة قبل أكله.
• التسخين أو التبريد غير الكافيين.
• عدم إنضاج الطعام جيّداً عند الطبخ.
• تلوث الطعام بطعام آخر ملوث.
• تلوث الطعام بأدوات ملوثة.
• تجميد اللحوم كبيرة الحجم أو تسييح اللحوم المجمّدة بطريقة غير
صحيحة.
• أكل الخضروات أو الفواكه دون غسلها.
• تناول الأطعمة المعلّبة الفاسدة.
• انتقال الميكروبات من شخص مصاب للطعام.
تشخيص التسمم الغذائي
والفحوصات الطبية
غالباً ما يتم تشخيص حصول تسمم غذائي وتوقع سببه المباشر بشكل
تقريبي، ويتم ذلك بمراجعة إجابات الأسئلة التي يطرحها الطبيب حول
ملابسات الحالة، وهذه الأسئلة تشمل محاولة معرفة منذ متى بدأ
الشعور بالمشكلة ونوعية ودرجة شدة الأعراض والمظاهر المرضية على
المُصاب، ونوعية الأطعمة التي تناولها الشخص والتي يُشتبه بتسببها
بالحالة.
وبناءً على المُعطيات التي يجدها الطبيب بعد شرح المريض وفحصه له
قد يلجأ إلى طلب بعض الفحوصات الطبية مثل تحليل الدم وعينة من
البراز، والغاية من تحاليل الدم تحديد مدى الارتفاع أو الانخفاض في
خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية ونسبة هيموغلوبين الدم، إضافة
إلى تحديد مؤشرات وظائف الكلى والكبد، وبالفحص الميكروسكوبي لعينة
من البراز وإجراء زراعة لها قد يتم تشخيص نوعية الميكروبات
المتسببة بالحالة، وربما يتطلب الأمر تكرار فحص عينة البراز
وزراعتها، وفي كثير من الأحيان لا تتوصل تلك الفحوصات إلى معرفة
السبب الميكروبي بدقة، وخاصة حينما يكون السبب أحد الفيروسات.
ولذا فإن الطبيب يلجأ إلى الاعتماد على دقة أخذ المعلومات المتعلقة
بشكوى المريض، في سبيل معرفة السبب، وعلى تلك المعلومات وعلى نتائج
الفحص السريري للمريض في سبيل تحديد مدى حصول مضاعفات التسمم
الغذائي ومعالجته بطريقة سليمة.
أنواع التسمـم الغذائي
هناك أنواع من التسمم الغذائي تتسبب بها عوامل عديدة ميكروبية وغير
ميكروبية ينتج عنها حالات تسمم فردي أو جماعي، ويحدث التسمم
الغذائي للإنسان نتيجة لتناول غذاء يحتوي على أعداد كبيرة من
الميكروبات الممرضة أو السموم الناتجة عنها أو كلاهما معاً، وهذا
النوع من التسمم يعرف بالتسمم الميكروبي وهو الأكثر انتشاراً في
العالم، وقد يحدث التسمم أيضاً نتيجة لتناول غذاء ملوث بالكيماويات
مثل المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة ويسمى بالتسمم الكيميائي،
أو بتناول أغذية سامة بطبيعتها مثل بعض الأحياء البحرية والنباتية
ويعرف بالتسمم الطبيعي.
1- التسمم الغذائي
الميكروبي
وتسبِّبه كائنات دقيقة (بكتيريا – فيروسات – فطريات – طفيليات) عن
طريق السموم التي تفرزها هذه الجراثيم في الأغذية أو داخل الجهاز
الهضمي للإنسان، أو نتيجة تكاثر هذه الجراثيم في الأطعمة، وهناك
أنواع كثيرة من الميكروبات التي تسبب التسمم الغذائي وأشهرها:
المكورات العنقودية:
هي بكتيريا كروية الشكل تتكاثر على شكل تجمعات عنقود العنب أو
على شكل سلاسل صغيرة، وهي غير متحرِّكة وتتحمّل تركيزات عالية من
الملح وينشط نموها في وجود الهواء، ويقل في عدم وجود الهواء،
ويحملها الإنسان بواسطة الجلد (كالدمامل والقروح والجروح) أو
بواسطة جهازه التنفسي (كالزفير والكُحَّة والعطس).
السالمونيلا:
هي بكتيريا عضوية هوائية ولا هوائية، لونها أبيض رمادي، وهي
متحرِّكة وتعيش في درجة حرارة بين (14 ـ 15) درجة مئوية، وتوجد في
جسم الإنسان والحيوانات والطيور كالدواجن ومنتجاتها (كالبيض)، كما
توجد أيضاً في المياه الملوثة ومياه الصرف الصحي.
2- التسمم الغذائي
الكيميائي:
ويكون بواسطة المعادن الثقيلة (الزئبق - الرصاص) أو بواسطة
المبيدات الحشرية المستعملة في رشِّ الفواكه والخضراوات، أو بواسطة
تلوث الطعام نتيجة رش المبيدات الحشرية بالمنزل، أو بواسطة
المنظِّفات المنزلية والأدوية، كما يسبِّب تفاعل الأواني مع المواد
الغذائية المحفوظة بها كالمعلبات وأواني الطبخ النحاسية بعضاً من
أنواع التسمم الغذائي الكيميائي.
3- التسمم الغذائي
الطبيعي:
التسمم الغذائي الطبيعي قد يحدث من تناول بعض الأحياء البحرية أو
النباتية.
- التسمم بواسطة السموم الموجودة في بعض الأحياء البحرية:
هناك ما يقارب 38 نوع من الأحياء البحرية السامة بطبيعتها مثل
بلح البحر وسمك بطلينوس، كما أن هناك أحياء بحرية تسبب التسمم لأن
نظامها الغذائي يعتمد على حيوانات بحرية سامة مثل أسماك الكنايا
والعقام والبهار وهي من أنواع سمك الباراكودا، وأيضاً هناك بعض
الأسماك التي تصبح سامة في وقت وضع البيض مثل أسماك الرنجة
والقارض، وأخيراً هناك اسماك لحومها تحتوي على سموم لا تتأثر
بالحرارة مثل أسماك الفاكهة والدرمة.
- التسمم بواسطة السموم النباتية:
يوجد بعض النباتات تسبب التسمم للإنسان عند تناول كميات كبيرة
منها بدون طهي مثل الكرنب والقرنبيط والسبانخ وفول الصويا، ومثل
هذه النباتات تحتوي على مواد سامة لها القدرة على إيقاف قابلية جسم
الإنسان لامتصاص عنصر اليود بكميات مناسبة، وينتج عنها الإصابة
بمرض الغدة الدرقية المعدية، ولقد وجد أن الطهي يقضي على أغلبية
هذه السموم، كذلك فأن تناول البطاطس الخضراء يسبب ما يسمى بالتسمم
السولانيني، نتيجة لاحتوائها على مادة السولانين السامة، ويحدث
التسمم من أنسجة الفطر لتناول بعض الأنواع السامة من عش الغراب مثل
امانيتا.
الفرق بين التسمـم
الغذائي والعدوى الغذائية:
التسمم هو حدوث المرض عن طريق السم ويسمى (Food Poisoning)، أما
العدوى الغذائية فهي حدوث المرض بواسطة مهاجمة الميكروبات للأغشية
المخاطية في الأمعاء ونموها فيها وإحداث الضرر للأنسجة السليمة في
الجسم وتسمى (Food Infection).
أعراض التسمم الغذائي
تختلف الأعراض التي قد تبدو على المُصاب بالتسمم الغذائي تبعاً
للحالة الصحية للشخص وعمره، وتبعاً أيضاً للسبب في تلوث الطعام.
الأعراض العامة للتسمم
الغذائي:
- الغثيان والرغبة في القيء.
- القيء (الترجيع).
- إسهال.
- ألم في البطن.
- تقلصات مُؤلمة في المعدة.
- فقد الشهية للأكل.
- الشعور بالإعياء والتعب.
- ارتفاع حرارة الجسم.
وقد يبدأ الشعور بأي من هذه الأعراض خلال ساعات من تناول الطعام
الملوث، أو بعد بضعة أيام من ذلك، والاعتلال الصحي نتيجة التسمم
الغذائي قد يستمر بالعموم لمدة تتراوح ما بين يوم وعشرة أيام.
أعراض التسمم الكيميائي:
إضافة للأعراض السابقة قد تظهر للمصاب بالتسمم الكيميائي أعراض
أخرى هي:
حكة، ضيق حدقة العين، سرعة التنفس، سرعة ضربات القلب، عرق، زغللة
في الرؤية، صداع، تشنجات في بعض الأحيان، وتظهر أعراض التسمم
الكيميائي في خلال دقائق بعد تناول الطعام الملوث بالسموم
الكيميائية.
من هم الفئات والمجموعات
الأكثر عرضة للتسمم الغذائي؟..
كبار السن والأطفال والمرأة الحامل والمصابين ببعض الأمراض المزمنة
هم مجموعات وفئات من الناس أكثر عرضة للمعاناة من تسمم الغذاء.
- كبار السن:
كلما تقدم الإنسان بالعمر أصبح جهاز مناعته أقل نشاطاً في القدرة
على مقاومة تأثر الجسم بالميكروبات، وكذلك أقل سرعة في المبادرة
بالتخلص من الميكروبات، بل حتى أقل تنبهاً إلى دخول الميكروبات إلى
الجسم، وهذه الحقائق تفرض على الشخص الكبير في السن ملاحظة واقع
حال قدرات جهاز مناعته، ما يعني ضرورة الحرص على تناول الأطعمة
الطازجة بشكل نظيف والأطعمة المطبوخة بطريقة سليمة وكافية.
- المرأة الحامل:
التغيرات التي تعتري جسم المرأة في خلال فترة الحمل من نواحي
التمثيل الغذائي لتعامل الجسم مع المواد الغذائية التي تتناولها
المرأة، ومن نواحي الدورة الدموية، كلها ترفع من احتمالات حصول
حالات "التسمم الغذائي" خلال فترة الحمل، والواقع أن حساسية المرأة
الحامل لأنواع الأطعمة لا تختص فقط بحالة اشتهاء (توحم) الحامل
تناول أطعمة دون أخرى، بل حتى تعامل جهازها الهضمي مع ما تتناوله
من أطعمة يتغير كذلك، وبالإضافة إلى الشكوى من الحموضة ومن الإمساك
ومن الغازات، ترتفع احتمالات المعاناة من تناول الأطعمة الملوثة
بالميكروبات أو المواد الكيميائية الضارة، والضرر قد لا يقتصر على
الحامل نفسها بل ثمة أنواعاً من ميكروبات الطعام التي قد تخترق
المشيمة عبر الدم مثلاً وتصل إلى الجنين، ولهذا فإن من أوليات
تغذية الحامل الاهتمام بنظافة الطعام وطهيه بشكل كافي وسليم، إضافة
إلى تناول الأغذية المفيدة والطازجة.
- الأطفال الصغار
والرُضّع:
من البديهي أن جهاز مناعة هؤلاء الأطفال الصغار غير قادر على
مقاومة التأثر المرضي بأنواع الميكروبات المختلفة عند تلوث الأطعمة
أو المشروبات، ويستغرق الأمر وقتاً كي تتكون قدرات لدى جهاز مناعة
الطفل بإمكانها ملاحظة دخول الميكروبات في وقت مبكر من العدوى بها
والبدء بمحاربة الميكروبات تلك.
- المصابين بالأمراض
المزمنة:
مرض السكري أو فشل الكبد أو فشل الكلى أو ضعف القلب، كلها عوامل
تُؤدي إلى تدني قدرات جهاز مناعة الجسم، كما أن بعض الأمراض تتطلب
المعالجة بأدوية قد تُؤثر بشكل سلبي على قدرات جهاز مناعة الجسم
كمرضى الربو أو التهابات المفاصل أو مرضى السرطان الذين يتلقون
علاجاً كيميائياً، وهناك من الحالات المرضية التي قد تتطلب زراعة
أحد الأعضاء، ما يتبعه تلقائياً وضع المريض على نظام تناول أدوية
"خفض نشاط جهاز مناعة الجسم"، وبالمحصلة يكون هؤلاء الأشخاص عُرضة
للتأثر بحالات التسمم الغذائي بشكل أبلغ من غيرهم ممن هم في نفس
مقدار العمر.
ما هي المضاعفات
والتعقيدات التي قد تحدث بسبب التسمم الغذائي؟..
قد يكون الجفاف هو أحد أهم مضاعفات التسمم الغذائي، ويحدث الجفاف
بسبب القيء والإسهال، وهو ما يتطلب تعويض الجسم بالسوائل والأملاح
وخاصة البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم، ومشكلة الجفاف تكون أكثر
وضوحاً وأعمق في تأثيرها على أعضاء عدة في الجسم، كالقلب والجهاز
الدوري والكلى والدماغ، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة للتسمم
الغذائي مثل الأطفال الصغار والبالغين الكبار في السن والحوامل
والمُصابين بأحد الأمراض المزمنة، وقد لا يكفي تعويض النقص في
سوائل الجسم عبر النُصح بالإكثار من تناولها عبر الفم، بل قد يضطر
الطبيب إلى إدخال المريض إلى المستشفى لإعطائه السوائل والأملاح
عبر الوريد.
ومما تجدر معرفته أن هناك أنواعاً من الميكروبات التي قد تتسبب
بمضاعفات بالغة جراء التسمم الغذائي بها، مثل تأثير بكتيريا
"ليستريا" على قدرة احتفاظ الحوامل بالجنين، وتأثير أنواع شرسة من
بكتيريا "إي كولاي" على وظائف الكلى وصفائح الدم وخلايا الدم
الحمراء.
علاج طبيعي للمصاب بالتسمم الغذائي
عند الإصابة بالتسمم الغذائي يجب أن يكون حاضراً في الذهن
ضرورة تعويض السوائل والأملاح، والأصل أن يتم تعويض السوائل
والأملاح من خلال تناولها عبر الفم، وفي حالات خاصة كتكرار القيء
أو انخفاض ضغط الدم وزيادة النبض أو ارتفاع حرارة الجسم أو الإعياء
المرضي الشديد أو حصول تأثر في وظائف الكلى وخاصة لدى كبار السن أو
الأطفال أو المُصابين بأحد الأمراض المزمنة، قد يتطلب تعويض
السوائل والأملاح إعطائها عبر الوريد، كما يمكن استخدام وسائل
طبيعية لعلاج مشاكل وآثار التسمم الغذائي، وفي مركز العلاج
الأكاديمي التطبيقي نقدم بعض من الطرق الطبيعية الفعالة في علاج
التسمم الغذائي وأثاره ومضاعفاته الخطيرة، ويمكن الاطلاع على طريقة
علاج التسمم الغذائي في الرابط بالأسفل.
أقرأ أيضاً:
-
وسائل طبيعية لعلاج حالات
التسمم الغذائي.
-
الوقاية من التسمم
الغذائي.