العلاج بالعنبر
قد يجهل أو يغفل الكثير عن فوائد واستخدامات العنبر
أو يحصر استخدامه ضد النحافة كما هو مشهور عنه، ولهذا لم يأخذ
العنبر حقه في الاستخدامات الأخرى بالرغم من فوائده الطبية العديدة
والفريدة، والعنبر المعنّي بحديثنا هنا هو العنبر ذو المصدر
الحيواني الذي ينتجه حوت العنبر، وتكمن أهمية العنبر في تأثير
خصائصه على الجسم كافة وتقويته لأعضاءه الظاهرة والباطنة داخليا
وخارجيا.. فيما يلي من أسطر على
موقع العلاج يقدم الدكتور سليم
الأغبري معلومات دقيقة وحصرية عن العنبر وماهيته وأنواعه
واستخداماته وفوائده العلاجية.
حوت
العنبر واسمه العلمي (Bileanopetra musculus)
ماهو العنبر؟..
العنبر (Ambergris) مادة شمعيَّة
تُنتجُ في أمعاء نوع من أنواع الحيتان يُعرف باسم "حوت
العنبر Sperm Whale" الذي يتميز برأسه الضخم، يخرج العنبر من جوف الحوت إذا علق منقار
الحبَّار الحاد في معيّ الحوت أو عندما يبلع في طعامه أي شيء يهيج
أمعاءه ولا ينهضم، فيحيط الحوت هذا الشيء الذي هيج أمعاءه بمادة
شحمية تحميه من شره ويقذفه خارجاً، وفي مواسم الرياح وهيجان البحر
يلتقطه الصيادين من شواطئ البحار، وعند استخراجه قد يكون العنبر
رطباً على شكل كتل شحمية مختلفة الحجم والشكل واللون أيضاً، ويصبح
العنبر مادة صلبة عندما يجف وتختلف أنواعه وجودته تبعاً لأختلاف
خصائصه، وفي اليمن يقوم أهل المناطق الساحلية وخاصة الصيادين
بالبحث عن العنبر وجمعه، وهناك نوعين مشهورين من العنبر اليمني؛
العنبر الدوخني وهو الأكثر جودة والأغلى ثمناً ويكون لونه أشهب أو
رمادي أو أصفر مائل للبياض، والنوع الثاني هو العنبر الأسود الذي
يميل لونه للسواد والمشهور باليمن بالعنبر البقري، يكثر غش العنبر
عادة بإضافة مادة الجص والشمع له.
استخدامات وفوائد العنبر:
قديما كان يستخدم العنبر لتقوية الدماغ وامتصاص السموم، وذكر في
كتب الطب القديمة أن من خواصه التفريج وتقوية الباءه وأنه ينفع من
سائر أمراض الدماغ خصوصا الجنون والشقيقة، كما كان يستخدم في إبطال
السحر المأكول والمشروب، وحديثا وجد فعلا أن العنبر يطهر الجسم من
السموم ويقوي أعضاء الجسم خصوصا الأعصاب والدماغ حيث يرفع من نسبة
الأكسجين المتدفق لتغذية المخ، ويقوي الجهاز الهضمي والمعدة ويعالج
ضعف الانتصاب والقذف السريع عند الرجل داخليا وخارجيا كما يقوي
الرغبة الجنسية عند الجنسين، والعنبر الدخني يقضي على الالتهابات
المختلفة في الجسم، ويستخدم حديثا في التحفيز على النطق والذين
يعانون من مشاكل التأتأة خصوصا الأطفال، واستخدام العنبر دهانا
سواء الأسود أو الدخني يقضي بفعالية على آلام الظهر والعضلات
ويعالج الشلل بأنواعه خاصة الناتج عن الجلطات الدموية، وشعبيا منذ
القدم كان يستخدم لهذا الغرض في مناطق من اليمن والسودان وغيرها.
يشتهر استخدام العنبر في خلطات التسمين، لكن خاصية
التسمين هي للعنبر الأسود فقط أما العنبر الدخني كما يؤكد الدكتور
سليم الأغبري فهو يقوي الأعضاء الظاهرة دهنا والباطنة أُكلاً ولا
يسمن عند استخدامه داخليا كما يُشاع بين العامة من الناس.
طريقة استخدام العنبر:
طريقة استخدامه تكون حسب الغاية المرجوة منه؛ داخليا أما مخلوطا مع
عسل النحل أو الحليب الدافئ والأفضل لبن الناقة، وخارجيا عن طريق
إذابته مع السمن البلدي (ذو المصدر الحيواني)
أو مع أي من الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون أو زيت السمسم، وعند
الإذابة يراعى فقط أن يكون ذلك على نار هادئة جدا والأفضل أن يُذاب
على بخار الماء في أناء مزدوج القاع، لأن العنبر يذوب ويتحول إلى
دهن سائل راتنجي ذو لون أصفر عند 62 درجة
مئوية، أما عند 100 درجة مئوية فهو يتطاير
ويتحول إلى بخار أبيض، وهو قابل للذوبان في الأيثر والزيوت الطيارة
والثابتة.
هل للعنبر تأثيرات جانبية سلبية؟..
استخدام العنبر آمن تماما خصوصا في حال استخدامه
كدهان خارجي، وداخليا يستخدم بجرعات مقننة وصغيرة، فمثلا العنبر
الأسود جرعته لا تزيد عن 3 جرام في حال استخدامه في علاج النحافة،
أما العنبر الدخني يمكن أن يستخدم منه حتى 10 جرام خلال مدة العلاج
المستهدف به، ومن باب الحيطة على أصحاب ضغط الدم العالي أن يقللوا
من جرعات العنبر في حال استخدامه.
تحرير وإعداد/ |
د. سليم طلال الأغبري |