التغذية
العلاجية لمرضى التهابات القولون
(القولون التقرحي - مرض كورن)
استخدام مصطلح التهابات القولون في هذا الموضوع يشمل
مرضين أساسين هما القولون التقرحي ومرض كورن، وأغلب المرضى
المصابين بالتهاب القولون التقرحي أو مرض كورن يمكنهم تناول غذاء
طبيعي كامل، إلا أنه في بعض الأحيان يشعر المريض بارتباك في عملية
الهضم نتيجة تناول نوع من أنواع الطعام، ولهذا يحتاج المريض لغذاء
متوازن ومناسب لحالته الصحية، والتوصيات العالمية تؤكد أن المريض
هو وحده القادر على تحديد ماهية الغذاء المناسب لحالته, كما أن
الغذاء الغير مناسب لا يمكن التنبؤ به حيث تختلف استجابة كل مريض
عن الآخر، ولذلك ينصح المريض بتناول ما يتحمله من أطعمة وأن يتجنب
ما يجده غير مناسب له أو يسبب بزيادة حدة الأعراض، ويمكن للمريض
كتابة يوميات خاصة به يدون فيها أنواع الأطعمة وكيفية استجابته لها
فيتجمع له في النهاية قائمة بالأطعمة المناسبة والغير مناسبة.
الإسهال
نتيجة عدم هضم الدهون
يحدث الإسهال في حالة التهابات القولون
نتيجة قلة العصارة الصفراء التي تساعد علي هضم الدهون وذلك بسبب
تسربها مع البراز لعدم امتصاصها ويسمى هذا بالإسهال الدهني, ولهذا
ينصح باستخدام الدهون المتوسطة الحلقة حيث أنها تمتص في الجزء
العلوي من الجهاز الهضمي ولا تعتمد على عصارة الصفراء في هضمها،
وتوجد هذه الدهون في الزيوت ويفضل إدخالها في التغذية بالتدريج
ويجب عدم تعرضها لدرجة حرارة عالية, لهذا لا تصلح لعملية القلي
وينصح بإضافتها بعد تمام نضج الطعام وقبل تقديمه.
وننصح مرضى التهابات القولون بعدم تناول السمن الصناعي أيضا حيث
لوحظ زيادة نوبات المرض مع تناول السمن الصناعي وبخاصة في مرضى
كرونز ويفضل تناول الزبدة الطازجة، أما بالنسبة للقلي فيفضل
الابتعاد عن القلي وإن كان لابد من ذلك فيمكن استخدام الزيوت
النباتية الطبيعية مثل زيت السمسم أو زيت الزيتون أو زيت الصويا،
وحاليا تم تصنيع نوع من الدهون يتحمل درجات الحرارة العالية موجود
بالخارج باسم (Basis MCT fat).
تأثير
الألياف
لقد وجد أن استخدام الأطعمة المحتوية على الألياف مثل الحبوب
والبقول والخضروات والفاكهة في فترات هدوء المرض تقلل عدد فترات
نشاط المرض وبخاصة مرضى تقرحات القولون، ومن أهم وظائف الألياف
بالإضافة لمنعها الإمساك أنها تمتص السموم الموجودة بالأمعاء
وتخرجها مع البراز, كما أن البكتريا المفيدة الموجودة بالأمعاء
تقوم بهضمها جزئيا وينتج عنها مواد تزيد من كفاءة ومقاومة جدار
الأمعاء للأمراض.
وهناك بعض الأطعمة غنية بالألياف وفي الوقت نفسه
سهلة الهضم منها القمح والبليلة والمخبوزات الغنية بالردة والموز
والفاكهة المطبوخة (الكمبوت) والخضروات المطبوخة والبطاطس المهروسة
(البيوريه) والتفاح المقشور والخبز الأسمر.
وتحتاج الألياف إلى ماء لإتمام عملها لذلك ينصح
بتناول كميات كبيرة من السوائل معها، أما الحالة الوحيدة التي
يتجنب المريض فيها الألياف هي وجود ضيق بالأمعاء.
الأطعمة القابلة للتمدد (الانتفاخ)
بعض الأطعمة المحتوية على الألياف لها القدرة على التمدد
وزيادة حجمها عند التعرض للماء مثل مادة البكتين والشعير وبعض
الطحالب البحرية وهي تستخدم في حالات الإمساك بتناولها ثم شرب كمية
كبيرة من الماء فتتمدد وتعمل على إثارة حركية الجهاز الهضمي فتمنع
حدوث الإمساك وكسل الأمعاء، وأهم هذه الأطعمة التفاح والموز
والجزر.
ومن الطريف أن هذه النوعية من الأطعمة تستخدم في
حالات الإمساك أو الإسهال, فهي تمنع الإمساك وفي حالة الإسهال تقوم
بامتصاص الماء وتغليظ قوام البراز.
التغذية في حالة وجود ضيق بالأمعاء
يجب تجنب الأغذية المحتوية على الألياف حيث أن الألياف تحدث
انسداد بالأمعاء في حالة وجود ضيق، والألياف موجودة في الكثير من
أنواع الخضروات والفواكه والمحاصيل ذات القشور والمكسرات، ومن أبرز
هذه الأغذية التفاح والطماطم والفلفل الأخضر والخس والكرنب
والقرنبيط والسبانخ وعيش الغراب والذرة والخيار.
حصوات
الكلى والأوكسالات
نلاحظ دائما وجود حصوات بالكلى لدى مرضى التهاب القولون المزمن
وبخاصة مرض كرونز وهى دائما من نوع الأوكسالات، وحمض الأوكساليك
موجود في كثير من الأطعمة وفي الحالات الطبيعية يخرج من الجسم
بمساعدة الكالسيوم عن طريق البراز, ونظرا لنقص الكالسيوم وعدم
امتصاصه في حالة التهاب القولون وخروجها مع الدهون, فإن نقص
الكالسيوم يتسبب في زيادة مادة الأوكسالات في الجسم وامتصاصها
وتحولها إلى حصوات داخل الكلى.
لهذا ينصح بتناول الدهون متوسطة الحلقة حيث أنها غنية بالكالسيوم
وتحتفظ به في الجسم فتعمل على خروج حمض الأكساليك من الجسم وعدم
تكون الحصوات، وأهم الأطعمة الغنية بالأوكسالات السبانخ والمكسرات
والبنجر.
هل
كبسولات زيت السمك لها فائدة؟..
لوحظ في بعض الدراسات أن تناول كبسولات زيت السمك تقلل من حدوث
نوبات نشاط المرض وبالتالي الإلتهابات, ويظهر هذا بوضوح في حالات
تقرحات القولون عنها في مرض كرونز، وينصح أيضا بتناول الأسماك مثل
السالمون والماكريل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا لسهولة هضمهم
واحتوائهم على نسبة عالية من البروتينات.
الحمية الغذائية:
البرنامج الغذائي التالي يختلف من مريض لمريض كما سبق وأشرنا، وهذا
البرنامج يشمل على الأطعمة المناسبة والأطعمة الغير مناسبة.
الغذاء الغير مناسب لمرضى
التهاب القولون:
في حالة حدوث الإسهال لا يتناول المريض اللبن لاحتوائه على
اللاكتوز، بعض المرضى يمكنهم تحمل اللبن الرائب (الزبادي) في هذه
المرحلة, لكن لا يمكن التعميم على جميع المرضى حيث أنه وجد أن بعض
المرضى لا يتحملون بروتين اللبن وخاصة في حالات تقرحات القولون عنه
في مرضى كرونز, لذلك ننصح في حالة نشاط المرض أن يستخدم المريض
أغذية خالية من بروتين اللبن حيث أن المريض غالبا ما يحمل أجسام
مضادة لبروتين اللبن ويمكن اكتشافها بعمل تحليل لذلك.
هناك بعض الأطعمة التي غالبا ما يشترك معظم المرضى في تجنبها ومنها
البقول وبعض أنواع الخضروات الطازجة مثل البصل والفاكهة مثل الجريب
فروت وعصائر الفاكهة وبخاصة الموالح مثل الليمون كما يجب تجنب
الطعام المسبك والشاي الثقيل والقهوة لأنها تزيد من حركية الجهاز
الهضمي، وتجنت أكل الكيك والشوكولاتة والوجبات السريعة إلى ما بعد
استقرار الحالة.
الغذاء المناسب لمرضى
التهاب القولون:
في حالة سكون أعراض القولون التقرحي ومرض كورن يمكن تناول جميع
الأطعمة والأغذية الصحية الغنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن
بتوازن وبكميات مناسبة، وتجنب الأطعمة التي يعرف المريض من خلال
تجاربه الشخصية أنها تثير الأعراض، ولا يجب أن لا ننسى أهمية تناول
السوائل وبخاصة الماء بكثرة، فالمريض أشد احتياجا من السليم للماء،
ويجب ألا تقل الكمية اليومية عن 1.5 لتر, وتزيد هذه الكمية في حالة
نشاط المرض نتيجة فقد السوائل عن طريق الإسهال، والمريض بالقولون
التقرحي أو مرض كورن ويستخدم الكورتيزون يكون جسمه بحاجة إلى
الكالسيوم، ولهذا يجب التركيز على الأطعمة المحتوية على نسبة عالية
من الكالسيوم.
أطعمة يوصى بها في حالات
سكون المرض:
■ كل الأطعمة الغنية بالألياف ما عدا في حالة وجود ضيق بالأمعاء.
■ أغذية بدون أو بقليل من السكر.
■ الإقلال من الأغذية المصنوعة من الدقيق الأبيض.
■ ابتعد عن السمن الصناعي وزيت النخيل.
■ ابتعد عن اللاكتوز في حالة الإسهال.
■ ابتعد عن بروتين الألبان في حالة تقرحات القولون.
■ تناول كبسولة زيت السمك.
■ تناول الأسماك بأنواعها بانتظام.
■ يمكن شرب الشاي الخفيف.
التغذية
عن طريق الوريد والتغذية عن طريق الفم
ينصح الأطباء الكثير من مرضى القولون التقرحي باستخدام التغذية
الوريدية في أحيان كثيرة، ولكن استبدال التغذية الطبيعية عن طريق
الفم بالتغذية عن طريق الوريد هي أسلوب خاطئ وينطوي على الكثير من
المشاكل الصحية، وتناول الغذاء عن طريق الفم وليس الوريد له ميزة
في المحافظة على حيوية الغشاء المبطن للأمعاء وبذلك لا يحدث ضمور
في الخملات التي تمتص الغذاء، فالمريض الذي يتناول غذاء عن طريق
الوريد لمدة أكثر من 10 أيام سيعاني من ضمور في الغشاء المخاطي
المبطن للأمعاء والخملات الموجودة به.
فائدة التغذية عن طريق الفم وليس الوريد:
طبيعية - أقل تكلفة - أقل خطورة- تحتوى على كل الأغذية المطلوبة-
لا توجد خطورة ضمور خملات الأمعاء كما تمهد الجهاز الهضمى لتقبل
الوجبات العادية فيما بعد.
تعليمات هامة أخيرة:
1- اختيار وجبات متوازنة تحتوى على كل
الأصناف اليومية.
2- استبعد الدهون والزيوت من غذائك وابتعد عن الحليب والجبن عالية
الدسم.
3- تناول الأطعمة المشوية وابتعد عن المقلية.
4- تجنب المشروبات الغازية والأطعمة الحريفة وأي شيء يحتوي على
كافئين وتجنب الأطعمة المصنعة والسكر.
5- جرب الجبن المصنوع من فول الصويا بدلاً من أجبان الألبان، وجرب
حليب فول الصويا.
6- اشرب الكثير من السوائل حوالي 8 أكواب يومياً.
7- لا تأكل الفواكه على معدة خاوية. تناولها في نهاية الوجبات.
8- لا ترتدي ملابس داخلية ضيقة حول الخصر.
9- في حالة الحالات الحادة يقلل المريض الوجبات المحتوية على
الألياف.
اقرأ أيضاً:
- القولون التقرحي
(Ulcerative colitis).
- العلاج
الطبيعي لداء القولون التقرحي.