الإسهال عند الأطفال
Diarrhea in children
كثيراً
ما يتعرض الأطفال للإصابة بالإسهال مما يثير قلق الأمهات حول
الأسباب التي أدت إلى إصابتهم، وتأثير ذلك على صحتهم ونشاطهم
والخوف من الحرارة المصاحبة وكيفية العلاج، وعالمياً يبلغ عدد
الأطفال الذين يصابون بنوبة إسهال واحدة سنوياً (500) مليون طفل من
عمر أقل من 5 سنوات، ويعد الإسهال من أكثر أسباب وفيات الأطفال في
العالم، وتتضارب الأرقام المهولة التي تشير لعدد الأطفال الذين
يموتون سنويا بسبب مضاعفات الإسهال، وحسب تقرير مشترك لمنظمة الصحة
العالمية واليونيسيف فأن الإسهال يتسبب في وفاة (2.2) مليون طفل
معظمهم دون سن الخامسة، وهذا يعادل وفاة طفل كل 15 ثانية، أو سقوط
20 طائرة جامبو يومياً، وهذه الوفيات تمثل 15% من وفيات الأطفال
دون سن الخامسة في البلدان النامية.
درجات الإسهال عند الأطفال
- إسهال بسيط: (4 – 6) مرات في اليوم.
- إسهال متوسط: (6 – 10) مرات في اليوم.
- إسهال شديد: أكثر من 10 مرات في اليوم.
الأعراض المصاحبة للإسهال
عند الأطفال
- القيء (الترجيع).
- الاحمرار الشديد حول فتحة الشرج.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- آلام البطن.
- الجفاف.
أسباب الإسهال عند
الأطفال
الأسباب التي تؤدي لحدوث الإسهال عند الأطفال هي نفسها الأسباب
التي ذكرت سابقاً في موضوع الإسهال، ولكن هناك بعض المسببات خاصة
ومباشرة في حالة إصابة الطفل بالإسهال خصوصاً الأطفال دون الخامسة،
وفيما يلي بعض منها:
1- إسهال نتيجة الغذاء:
يحدث الإسهال الأطفال أحيانا عقب تغيير نوع اللبن الذي يتناوله
الطفل أو إضافة نوع جديد من الطعام للطفل خاصة إذا كان غير مناسبا
لعمره، وفي الأطفال فوق خمس سنوات يجب الأخذ في الاعتبار إمكانية
حدوث تسمم غذائي (Food Poisoning) خاصة إذا كان الإسهال شديداً،
ويزداد الاحتمال إذا وجد أكثر من فرد في الأسرة مصاب بالإسهال في
نفس التوقيت.
2- الإسهال المصاحب لبعض
الأدوية:
أغلب المضادات الحيوية خاصة (الامبيسلين Ampicillin) يمكن إن تؤدى
إلى حدوث إسهال، كذلك الفيتامينات يمكن أن تؤدى إلى حدوث إسهال إذا
أخذت بجرعات زائدة.
3- الإسهال المصاحب لبعض
الأمراض العامة:
بعض الأمراض التي تصيب الأطفال قد تسبب في حدوث الإسهال، مثل
التهاب اللوزتين والأذن الوسطى والتهاب مجرى البول، ولكن يتميز
الإسهال في الحالات السابقة انه بسيط وليس إسهال شديد كالذي يميز
الإسهال الناتج عن إصابة الجهاز الهضمي بالجراثيم.
4- إصابة الجهاز الهضمي
بالجراثيم:
- العدوى الفيروسية:
مثل Rotavirus or Adenovirus و تمثل أكثر أسباب الإسهال شيوعاً
خاصة في الأطفال أقل من 5 سنوات، ويتميز الإسهال في هذه الحالة انه
بسيط ومائي ومؤقت، وغالبا يكون مصحوبا بارتفاع بسيط في درجة
الحرارة (اقل من 38.5 درجة مئوية) مع ترجيع (قيء)، وتزداد احتمالية
الإسهال نتيجة عدوى فيروسية في فصل الشتاء حيث أن الالتهاب المعوي
الفيروسي هو أكثر الأسباب انتشارا لحدوث الإسهال المائي في الشتاء
وهو ما يسمى بـ "watery winter diarrhea".
- العدوى البكتيرية:
يتميز الإسهال نتيجة عدوى بكتيرية انه شديد أو احتوائه على دم
ويكون مصحوبا بارتفاع شديد في درجة الحرارة (أكثر من 38.5 درجة
مئوية) مع ترجيع، ويمكن تحديد نوع البكتريا المسببة للإسهال عن
طريق إجراء مزرعة براز.
- العدوى الطفيلية:
الإسهال نتيجة عدوى طفيلية يتميز انه بسيط ولا يصاحبه ارتفاع في
درجة الحرارة أو ترجيع، ويتم التشخيص الدقيق له عن طريق إجراء
تحليل براز لمعرفة نوع الطفيل المسبب للإسهال الذي يكون غالبا طفيل
الجيارديا (Giardia) أو الأميبا (Entamoeba histolytica).
ما هي مخاطر الإسهال عند
الأطفال؟..
يسبب الإسهال الاستنفاد السريع للماء والصوديوم وكلاهما في غاية
الأهمية للجسم، وإذا لم يتم تعويض الماء والأملاح بسرعة فإن الجسم
يتعرض للجفاف، وإذا فقد الجسم أكثر من 10% من السوائل دون تعويض قد
تكون النتيجة هي الموت، ومما لا شك فيه أن آثار الإسهال على
الأطفال أكثر حدة منها عند البالغين، لأنهم ما زالوا في مرحلة
النمو وأجسامهم لا تزال صغيرة، وبالتالي كمية السوائل المفقودة من
جسم الطفل ستكون اكبر أثراً وسيصاب بالجفاف، وكذلك فأن نوبات
الإسهال المتكررة أو الطويلة قد تؤدي لسوء تغذية، وبالتالي يحدث
نقص في وزن الطفل وضعف عام ويفقد الطفل مناعته وقوته ويصبح عرضه
للعديد من الأمراض.
الجفاف Dehydration
عند الإصابة بالإسهال فإن الجهاز الهضمي لا يعمل بصورة طبيعية، ولا
يستطيع جسم الطفل امتصاص ما يحتاجه من السوائل والأملاح عن طريق
الأمعاء الدقيقة، بل تتجمع هذه كلها في قناة الأمعاء ويتحول البراز
إلى سائل، وهذا التبرز المائي هو الذي يسبب الجفاف، أما إذا صاحب
الإسهال تقيؤ أو تعرق غزير فإن عملية الجفاف ستكون اشد وأسرع
بكثير، ولهذا يعد الجفاف من أخطر مضاعفات الإسهال عند الأطفال،
وحين يصاب الطفل بالإسهال يجب متابعة حالته لملاحظة أي بوادر
للجفاف قد تظهر عليه.
كيف تعرف الأم أن طفلها
يعاني من جفاف الجسم؟..
على الأم التعرف على علامات جفاف طفلها قبل أن تزداد حالته سوءا،
وفيما يلي بعض العلامات.
علامات وأعراض الجفاف عند الأطفال:
• العطش: كلما زاد شعور الطفل بالعطش دل ذلك على دخوله مرحلة
الجفاف.
• قلة البول: في الأطفال الرضع تكون كميات البول صغيرة جدا وذات
لون أصفر غامق كل 6 إلى 8 ساعات، وفي الأطفال الأكبر سنا لمدة 12
ساعة.
• انخفاض اليافوخ عند الرضع: اليافوخ (Fontanelle) هو الجزء اللين
من رأس الطفل وكلما انخفض عن مستوى ما حوله دل ذلك على شدة الجفاف.
• غور العيون: كلما كانت العيون غائرة كلما دل ذلك على دخول الطفل
في مرحلة الجفاف.
• قلة أو انعدام الدموع عند البكاء.
• جفاف الأغشية المخاطية: مثل اللسان والشفاه.
• فقدان الجلد لمرونته: تختبر مرونة الجلد بالشد الخفيف لجلد البطن
أو الرقبة بين إصبعين، وتأخر عودته للاستواء يدل على الجفاف.
• تغير حاله الوعي: مثل تهيج الطفل أو تبلده أو فقدانه للوعي وهي
من العلامات الخطيرة.
• هزال وضعف الطفل وفقدانه للشهية وتعكر المزاج.
• إرهاق أو دوار في الأطفال الأكبر سنا.
• ارتفاع درجة حرارة الطفل.
• زيادة سرعة ضربات القلب.
كيف تتصرف الأم؟..
حدوث الإسهال عند الأطفال شائع ومن المحتمل أن يصاب الطفل بهذه
الحالة عدة مرات في حياته، ولكن بالرغم من أنها شيء طبيعي من المهم
جدا أن يعالج الطفل بالصورة الصحيحة وبحكمة، فكما ذكرنا فالإسهال
من الممكن أن يؤدي إلى الجفاف ويفقد الجسم السوائل والأملاح، ويقوم
العلاج على إعطاء الطفل كمية من السوائل بهدف منع الجفاف، وفيما
يلي بعض النصائح التي تساعد الأم على علاج طفلها المصاب بالإسهال:
- يجب على الأم الحرص على تعويض الطفل ما فقده من سوائل عن طريق
إمداده بسوائل بديلة عن تلك التي فقدها، والسبيل الأنجع والأفضل
لإعادة السوائل للجسم هو شرب المياه خصوصاً تلك التي تحتوي على سكر
وملح.
- هناك مستحضرات متوفرة في الصيدليات على شكل مساحيق تحتوي على
أملاح بالتركيز المناسب يجب إعطاؤها للطفل، ومعظم الأطباء ينصحون
بإعطاء الأطفال محلول التروية (Oral rehydration therapy) فهذا
المحلول يعوض عن فقدان الماء والأملاح سويا.
- في حالات الإسهال العابر والبسيط يمكن الاستمرار بالتغذية
المعتادة.
- لا ينصح بتناول المشروبات الحلوة كالعصير أو المشروبات الغازية
كعلاج للإسهال بل من المهم مواصلة التغذية العادية والإكثار من
الشرب.
- من المفضل في البداية تقديم كميات قليلة السوائل على فترات
متقاربة وفيما بعد عندما تقل حدة الإسهال يمكن زيادة كميات السوائل
والفترات الزمنية بينها.
- يجب تجنب المشروبات التي تحتوى على الكافيين (الشاي القهوة)
لأنها تؤدى إلى زيادة كمية السوائل و الأملاح المفقودة من الجسم.
- وإذا كان الطفل يرضع حليب الأم فانه من المهم جدا مواصلة الرضاعة
الطبيعية وتجزئة الرضعات.
- الطفل المصاب بالإسهال قد يفقد الشهية ولهذا يجب عدم إرغامه على
تناول الطعام لكن من المهم أن يشرب كميات كافية
- حينما يفاجأ الطفل بالتقيؤ الذي يصاحب الإسهال علي الوالدين تركه
لمدة نصف ساعة بعد آخر تقيؤ، ومن ثم إعطاؤه ملعقة واحدة من
المحاليل، فإذا تقبلها ولم يتقيأها يعطى ملعقة أخرى بعد خمس دقائق،
وهكذا تتكرر الجرعات بحيث تزداد كمية المحلول عن المرة التي
سبقتها، وبعد أربع مرات يجب التوقف نحو نصف ساعة لإراحة الطفل
المريض ومن ثم المداومة على منحه المحاليل مرة أخرى.
- أما الطفل المصاب بالإسهال والذي يتقيا باستمرار ولا ينجح في
استعادة السوائل التي فقدها فيجب نقله للمستشفى لإعطائه السوائل عن
طريق الوريد.
- يجب التأكد من أن الطفل قد حصل على كافة لقاحاته في مواعيدها
المحددة ويجب أن لا يهمل أي لقاح إذا كان موعده قد حان.
- يفضل ألا يعطى الطفل جرعاته اللازمة من لقاح شلل الأطفال إذا كان
موعدها قد حان أثناء إصابته بالإسهال، ولكن من الضروري إعادة
إعطائه هذه الجرعات حالما يشفى من الإسهال لأن الطفل المصاب
بالإسهال يفقد جزءا من هذا اللقاح الذي يعطى عن طريق الفم.
- إن التقيد بمواعيد اللقاحات المقررة خاصة لقاح الحصبة في مطلع
الشهر العاشر يؤمن الحماية للطفل من الحصبة ومن الإسهال الذي قد
يحدث كاختلاط لمرض الحصبة.
أقرأ أيضاً:
- الإسهال (Diarrhea).
-
علاج الإسهال.
-
الإسهال والحامل.
-
الطعام والإسهال.