مقدمة عن الحجامة

مقدمة عن الحجامة

الحجامة سنة نبوية أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من المواضع يقول عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك: ﴿خير ما تداويتم به الحجامة﴾، والمسلم يطبق الحجامة طاعة لله ولرسوله وتيمناً ببركة هذه السنة آملاً أن يحقق الله عز وجل الهدف والغاية المرجوة منها، والمؤمن الحق يعلم أن الشفاء منحة من الله والدواء والطبيب مجرد أسباب فيها ما فيها من النقصان والعجز الذي لا يكتمل إلا بإذن الله، ومن الشرك الاعتماد على الدواء أو الطبيب وترك التوكل على الله فالتوكل أصل الشفاء..

من قناة الدكتور سليم طلال كاتب المقال للأشتراك اضغط هنا

يقول الله تعالى: ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾[1] لذلك يجب على الطبيب والمختص الحذر والتنبه فلا يجوز التآلي على الله مسبقاً بإعطاء الناس الوعود القاطعة بأنهم إن طبقوا الحجامة ستبرئ أجسادهم لأن ذلك مرتبط بمشيئة الله عز وجل إن شاء شفى وإن شاء أخر ذلك إلى أمد هو يعلمه وحسبنا عندئذ ما نناله من الأجر والمثوبة بتطبيق هذه السنة النبوية المباركة يقول الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[2]، ويقول: ﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ﴾[3] وهذه الحقيقة هي مسألة هامة في عقيدة المؤمن قد لا يدركها الكثير من العامة، لذا عندما لا يتحقق الشفاء بعد الحجامة مباشرة يتأثر إيمانهم وتحدث شبهات وربما فتن والعياذ بالله.

ونرى هذه الأيام إقبال الكثير وبشكل واسع على تطبيق الحجامة هذه السنة النبوية الطيبة التي ورد ذكرها في الكثير من الأحاديث الصحيحة متناً وسنداً والتي تشير إلى فوائدها الجلية سواء للأصحاء من الناس وقاية لهم من الأمراض، أو المرضى منهم علاجاً لما يعانونه من أمراض شتى، إلا أن ذلك يجب أن يتم من قبل أهل الخبرة والاختصاص وأن يراعوا فيه القواعد الصحية السليمة والآمنة أثناء عملهم، فالحجامة بمثابة عمل جراحي يجب أن تطبق على الأدوات المستعملة فيه كل الشروط والاحتياطات الصحية التي تطبق على الأدوات الجراحية.

وفي هذا الموقع لا أركز فقط على الجوانب والنواحي الدينية للحجامة فقط بل وعلى أنواعها وطرق تأديتها ودواعي استخدامها وتاريخ استخدامها بين الشعوب المختلفة وعلى أهم الأبحاث الطبية المتعلقة بها وعلاقتها بالقمر وبأنواع العلاجات التقليدية الأخرى كالفصد والإبر الصينية وكذلك مواضعها وهي من الأشياء المهمة في عملية الحجامة وبينت أهم الأمراض التي تعالجها تبعاً لاختلاف مواضع الحجامة وشرحت ميكانيكية الحجامة والنظريات التي تشرح عملها وفي الأخير أتطرق لذكر الحجامة في كتب العلماء المسلمين الأوائل.

بِاسْـمِكَ اللّهُـمَّ أبدأ.. وبسمك اللهم استعين.. وبسمك اللهم أتوكل.. وبسمك اللهم أَمـوتُ وَأَحْـيا.


[1] سورة الزمر الآية (62).

[2] سورة الحشر الآية (7).

[3] سورة النساء الآية (80).

شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

شروط ما قبل إجراء الحجامة

Read Next

الحجامة وأجهزة الجسم