لقد انتشرت معدلات السمنة في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وهذا ما أثرت سلباً على جودة الحياة لدى المصابين بالسمنة، بل امتد هذا التأثير على معدلات البقاء على قيد الحياة. إذ أن السمنة هي مدخل الإصابة بالكثير من الأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة.
لذلك كثرت المساعي من أجل إيجاد طريقة سهلة للتخلص من الوزن الزائد، في ظل ما نعيشه من إعلانات عن الأطعمة لذيذة المذاق، سيئة الأثر على الجسم، مع انعدام الإرادة وقلة معدلات ممارسة الرياضة أصبح الأمر شبه مستحيل للنجاح في عملية فقدان الوزن.
اليوم نطرح حل من أفضل الحلول الموجودة على الساحة لفقدان الوزن، ألا وهو الصيام المتقطع. يمتاز هذا النظام دونا عن سائر الأنظمة المختلفة للدايت بأنه لا يتحكم في نوع الأطعمة بل يركز على وقت تناول هذا الطعام. وتعد نقطة الاختلاف هذه نقطة قوة للنظام؛ إذ أن الكثير ممن يرغب في فقدان الوزن لا يريد أن يُحرم من بعض أنواع الطعام، وهذا ما يمنحه له الصيام المتقطع.
إذاً ما هو نظام الصيام المتقطع، وما هي فوائده وأضراره؟
يعتمد الصيام المتقطع على تقسيم فترات اليوم أو الأسبوع إلى فترة أكل وفترة صيام. ومن أشهر طرق القيام به هي:
- طريقة ١٦/٨ حيث يتم الصيام لمدة ١٦ ساعة في اليوم بما فيها ساعات النوم، و٨ ساعات لتناول الوجبات.
- طريقة ٢٤ ساعة يتم فيها الامتناع عن الطعام لمدة يوم كامل وتناول باقي الأسبوع الطعام بشكل طبيعي مع مراعاة كمية السعرات بالطبع.
هناك العديد من الطرق الأخرى ولكن هذه أشهرها. الآن، قد يتساءل البعض عن ما هي فوائد الصيام المتقطع،إليكم بعضها.
اقرأ على العلاج: السعرات الحرارية وعلاقتها بالوزن
فوائد الصيام المتقطع بالنسبة لفقدان الوزن
- زيادة هرمون النمو أثناء الصيام
يحفز هرمون النمو الجسم على حرق الدهون، وزيادة الكتلة العضلية، و الصيام لساعات طويلة يزيد معدله ٥ أضعاف المعدل الطبيعي.
- يقلل من معدل هرمون الأنسولين
هرمون الأنسولين هو المسؤول الأول عن تخزين الدهون في الخلايا، وصعوبة الوصول إليها للتخلص منها. عند الامتناع عن الطعام لمدة تصل إلى ١٦ ساعة، تقل معدلاته بشكل كبير، مما يزيد من حساسية الخلايا للأنسولين، وهذا ما يعالج مشاكل معقدة مثل مقاومة الأنسولين، كذلك يجعل من السهل على الجسم الوصول للدهون المخزنة والتخلص منها.
- زيادة معدل الحرق في الجسم بنسبة تتراوح بين 3.4% إلى 14%.
الصيام المتقطع فوائده واضراره
فوائد الصيام المتقطع للجسم بشكل عام.
- إصلاح الخلايا في الجسم، عبر التخلص من الخلايا التالفة، وتحفيز نمو خلايا جديدة صحية.
- علاج مقاومة الانسولين الذي يعد مؤشر خطر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- يعزز صحة القلب عن طريق خفض مستويات الدهون الضارة المعروفة باسم LDL، كذلك يقلل من معدلات الالتهاب في الجسم، وهذا ما يقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب.
- يعزز من صحة المخ، وذلك عن طريق تحفيز إفراز هرمون BDNF المسؤول عن صحة الدماغ، وقد يعمل على نمو خلايا عصبية جديدة، كذلك يحمي الصيام المتقطع من الإصابة بمرض الزهايمر.
أضرار الصيام المتقطع على الجسم
يعد الصيام المتقطع من الأنظمة الأكثر أماناً على الجسم؛ إذ لا ضير في الامتناع عن الطعام لفترة محددة من اليوم.
قد تشعر ببعض الدوخة، وقلة في التركيز في الأيام الأولى من اتباعك لهذا النظام. ولكن لا تلبث هذه الأعراض أن تزول بعد عدة أيام بمجرد تعود الجسم على النظام الجديد.
ومع ذلك فهناك بعض الحالات الصحية التي لابد لها أن تستشير طبيب قبل اتباع هذا النظام، ألا وهي:
- مرض السكري
- عدم انتظام معدلات الجلوكوز في الدم
- الإصابة بضغط الدم المنخفض
- الحمل أو الرضاعة
- انقطاع الطمث
- تاريخ مرضي بوجود مشاكل في الأكل.
- الرغبة في تحديد النسل
وفي الختام، نظل نؤكد أن نظام الصيام المتقطع لن يجدي نفعاً إذا لم نضبط وجباتنا ونحدد السعرات الحرارية لكل وجبة، وهذا ما قد نتناوله في مقال قادم إن شاء الله.
1/Intermittent Fasting 101 — The Ultimate Beginner’s Guide (healthline.com)
2/ Intermittent Fasting: Pros, Cons, and What You Can Eat (verywellfit.com)
3/Intermittent fasting: The positive news continues – Harvard Health
