أدى التطور والتقدم التكنولوجى السريع والمتسارع في شتى مناحى اليومية إلى الكثير من الرفاهية ورفع مقومات ومعايير وحتى طريقة عيشنا، تلك المقومات والمعايير التي وإن كانت همها الأول هى إشباع شعور الرضا والاستمتاع لدى المستهلكين، إلا أنها وفى أغلب الأحيان تأتى ومعها الكثير من الأضرار والآثار الجانبية الغير مقصودة على صحة وحياة الفرد على المدى الطويل.
لعل أكثر المشاكل الصحية والشكاوى التي عادة ما تتردد في تلك الآونة الأخيرة لدى الوسط الطبى هى مشاكل وآلام الظهر الناجمة عن وضعيات الاستخدام الخاطئ والمفرط لأجهزة الجيل الذكى من الهواتف والكمبيوترات المحمولة وغيرها من تلك الأجهزة المختلفة التي أصحبت جزءاً أساسياً من حياة الفرد. بأى حالة ليست أجهزة الجيل الذكى هى المتهم الوحيد، فهنالك أيضاً بعض العادات الخاطئة المرتبطة كوضعيات الجلوس التي يعتاد عليها الفرد سواء في العمل أو المنزل أو أثناء مشاهدة التلفاز وكذلك عادات النوم الخاطئة.
فى هذا المقال سوف نلقى الضوء أكثر وأكثر على تلك العادات وكيف نتعافى ونتجنب الآلام.
محتويات المقال
تأثير الهواتف المحمولة على آلام الظهر والرقبة..
يستخدم الملايين بل والمليارات حول العالم الهاتف الخلوى بشكل يومى في حياتهم سواء للعمل أو للمتعه والترفيه، إلا أن أكثرنا لا يكترث بوضعية الرقبة حين الاستخدام وكيف أن من الممكن ذلك أن يؤثر على فقرات وعضلات الرقبة وحتى الظهر. فمثل هذه الأجهزة تؤثر على وضعية أجسادنا وميكانيكية عملها بشكل سلبى سواء في وضعيات الحركة أو السكون أو أثناء الجلوس والوقوف.
تؤدى الوضعيات الخاطئة للاستخدام إلى الشعور بالآلام وتيبس الأجزاء العولية من الجسم مثل الرقبة و المنطقة العليا من الظهر والكتف وقد تمتد إلى آلام الذراع. ليس ذلك فحسب، بل تؤثر هذه العادات على أجزاء أخرى ممتدة على طول العمود الفقرى والتى عادة ما تكون في منتصف وأسفل الظهر.
كيف تؤثر سلباً..؟
تزن رأس الإنسان البالغ ما بين 10 و 12 رطلاً، وتشترك العضلات الفقرية العنقية(عضلات الرقبة)وكذلك الأوتار وأيضاً الأربطة في توزيع هذا الثقل.
يتضاعف وزن الرأس في الوضعيات الخاطئة مما يسبب الآلام والمشاكل اللاحقة بالرقبة والعمود الفقرى.
عند استخدام الهاتف أو الجهاز اللوحى وإمالة الرأس في وضعية خاطئة، تقوم أيضًا بتحريك كتفيك للأمام في وضع مستدير، وهو جانب آخر من جوانب الوضعيات الخاطئة. يؤدي كل هذا الضغط الزائد إلى تآكل وتمزق إضافي في هياكل العنق وأعلى العمود الفقري والظهر.
فى الحالات المتقدمة الناتجة عن هذه الوضعيات، من الممكن أن يتطلب الأمر التدخل الجراحى.
ماذا أفعل..؟
- لا تستخدم هاتفك الخلوي أو جهازك اللوحي لأعمال الكمبيوتر الممتدة.
- استخدم كمبيوتر سطح المكتب أو الكمبيوتر المحمول الخاص بك للعمل الممتد
- عندما تستخدم هاتفًا خلويًا، بدلًا من ثني رأسك لتنظر إليه، ارفع هاتفك.
النوم وآلام العمود الفقري..
ربما قد لا تفكر كثيراً أثناء استلاقائك على السرير، أنه من الممكن أن يؤثر هذا على صحة ظهرك وأن نمط وطريقة ووضعية نومك، هو أمر جاد جدا لكر تهتم به وتعيره بعض الإهتمام.
كيف أحصل على نوم جيد صحى لتخفيف آلام الظهر..؟
النوم على الظهر
وضعية النوم المثالية هي على ظهرك. يعمل هذا على توزيع الوزن بالتساوي على أوسع سطح بجسمك ، مما يقلل من نقاط الضغط ويضمن المحاذاة الصحيحة لأعضائك الداخلية. أسوأ وضع للنوم هو على معدتك بسبب الوضع غير الطبيعي لرقبتك.
تبديل على الجانب الأيسر والأيمن (إذا كنت تنام على الجانب)
تشير بعض الأدلة إلى أن النوم المعتاد على جانب واحد على مرتبة غير مناسبة قد يساهم في اختلال التوازن العضلي والألم. النوم دائمًا على نفس الجانب يعلق منتصف جسمك بين الوركين والكتفين، وهي أوسع أجزاء من الجذع. ضع وسادة بين ركبتيك كما هو موضح أدناه للحفاظ على محاذاة الوركين والحوض والعمود الفقري.
استخدم وسادة لتخفيف آلام الظهر
- أيًا كان وضع النوم الذي تختاره، ضع وسادتك تحت رأسك ورقبتك، لكن ليس كتفيك.
- إذا كنت تنام على ظهرك، فتأكد من أن الوسادة تملأ الفراغ بين رقبتك والمرتبة للحفاظ على الوضع المحايد، ذا كنت تنام على جانبك، فاستخدم وسادة أكثر سمكًا، كما هو موضح أدناه.
- عند النوم على ظهرك، حافظ على محاذاة رقبتك بشكل صحيح عن طريق ملء الفراغ بين رقبتك والفراش بوسادة.
- عند الاستلقاء على جانبك، استخدم وسادة سميكة وضعها تحت أذنك.
شكل وتكوين جسدك يحدد ما تحتاج إليه لنوم صحي وتخفيف آلام الظهر
- إذا كان وركاك أعرض من خصرك، يمكن للمرتبة اللينة أن تستوعب عرض حوضك وتسمح لعمودك الفقري بالبقاء في وضع طبيعى أكثر.
- إذا كان وركاك وخصرك في خط مستقيم نسبيًا، فإن السطح الأكثر صلابة يوفر دعمًا أفضل.
- النوم على سطح صلب (علوي) مقابل سطح أكثر ليونة (أسفل) يؤثر على موضع الحوض والعمود الفقري السفلي.
اقرأ على موقع العلاج: تعرف على آلام الظهر والمفاصل وأهم الحقائق عنها
وضعيات الجلوس وآلام الظهر..
سواء إذا كنت تعانى من الآم خفيفة أو حادة أسفل الظهر، فإنه أمراً لايٌستهان به وهو أمر من الأمور الشائعة في هذا العصر. حيث يعانى أربعة من بين كل خمسة أشخاص بالغين من هذه الآلام ويختبرونها إن عاجلاً أم آجلاً في مرحلة ما من حياتهم.
وضعيات الجلوس الخاطئة المضرة والتى اعتاد عليها الفرد منذ الصغر هى أكثر المتهمين في هذا الأمر، حيث أن الجلوس في وضع منحنى أو لفترات طويلة أو عدم الانتظام في الجلسة وكذلك العمل لساعات طويلة في وضعيات خاطئة أو حتى الوضعيات الغير صحيحة عند الاستلقاء أو مشاهدة التلفاز مثلا وكذلك وضع حافظة النقود في الجيب الخلفى من البنطال وغيرها من العادات الغير صحية هى السبب في تطور هذه الآلام، الأمر الذى قد يتطور فيما بعد ليشكل خللاً دائماً إن لم تتم معالجته وتغيير تلك الأنماط.
هنالك بعض الحالات المرضية الأخرى التي قد تؤدى إلى مثل هذه الآلام مثل: عرق النسا، الإنزلاق الغضروفي، شد عضلي، تآكل الفقرات، الخشونة.
ماذا أفعل..؟
- ضع جسمك على طول خط مستقيم تخيلى بحيث أنه يمتد بطول ظهرك، حيث يكون الظهر والرأس على طول خط واحد ويكون هذا الخط عمودى على الأرض. مع المحافظة على مستوى كتفيك بشكل سليم معهم.
- غير من وضعك الحالى، فإذا كنت واقفاً اجلس وإذا كنت جالساً قم بالوقوف قليلاً وهكذا كل فترة.
- إحدى النصائح الذهبية التي نسمعها منذ الصغر تتلخص في عدم الجلوس لفترات طويلة، فهذا أكثر صحة لجسمك ولظهرك كما أنها تساعدك على تصفية ذهنك والتركيز أكثر فيما تقوم به من أعمال.
- قم بوضع قربة أو كيس من الثلج لمدة ربع ساعة فهذا يساعد على تخفيف الالتهابات والشعور بالآلام.
- احصل على بعض العلاج الطبيعى، فهو يساعد كثيراً في العلاج.
- اسمتع ببعض من اليوجا وتمارين الاسترخاء والتأمل.
- فى الحالات المرضية والأمراض المصاحبة، استعن بالطبيب حتى يوجهك لما تفعل والأدوية المناسبة لحالتك.
- دعامة الظهر سواء باستخدام الأحزمة الطبية المخصصة أو محاكاتها بأدوات وأشاء أكثر بساطة مثل الوسائد القطنية الرفيعة ووضعها أسفل عند قاعدة العمود الفقرى سوف يجعلك تتذكر دوماً الجلوس بشكل صحيح.