طين البحر الميت

طين البحر الميت

تعد المعالجة المناخية من أهم وسائل العلاج في البحر الميت، التي تحقق نسبة عالية من النجاح في معالجة العديد من الأمراض المزمنة من دون أن تكون لها اعراض جانبية. وتكمن طريقة العلاج في التعرض لأشعة الشمس لفترات بشكل تدريجي والاستحمام في مياه البحر الغنية بالمعادن.

وقال مدير مركز زارة الطبي، في منتجع موفنبك البحر الميت، الدكتور محمد كنعان لـ «الشرق الأوسط»: إن الأردن يتمتع بموقع مناخي فريد من نوعه في المنطقة، مما وفر له فرصاً مميزة في مجال السياحة العلاجية في البحر الميت والمنتجعات الواقعة عليه وفي حمامات ماعين ومنطقة الزارة ذات المياه الساخنة المعدنية العلاجية، التي نالت شهرة عالمية بما توفره من وسائل علاجية حققت نجاحات كبيرة في المجال العلاجي.

واضاف: ان تعريض الجلد للاشعاع الشمسي بصورة مباشرة، او غير مباشرة، يؤثر سلباً في جهاز المناعة للجسم، إلا أن اشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، تصبح ضعيفة فوق منطقة البحر الميت، مما ينعكس إيجابا على جهاز المناعة.

وأوضح أن أولى وسائل العلاج في البحر الميت هي الاستحمام فيه لغناه بالمعادن التي تساعد على تقوية التأثير الشافي لأشعة الشمس.

وثبت أن معالجة داء الصدفية في منطقة البحر الميت، أدت إلى شفاء ما نسبته 70 إلى 85 في المائة من الحالات المعالجة، مما شجع الأطباء على توصية المرضى بالعلاج في منطقة البحر الميت من الامراض الجلدية المزمنة مثل الاكزيما.

واضاف ان من وسائل العلاج في البحر الميت المعالجة بالاستحمام من خلال حزمات الطين المعدني والكبريتيد في البحر أو في حمامات ماعين المعدنية لمعالجة امراض المفاصل، حيث حقق برنامج المعالجة في منتجعات البحر الميت وحمامات ماعين للمرضى المصابين بالتهاب المفاصل رقماً قياسياً في تخفيف وحتى إزالة التصلب والآلام الناتجة عن المرض من خلال الاستحمام يومياً في البحر الميت أو بحزمات الطين المعدني، ويجري ذلك بتغطية جسم المريض بالطين الساخن من البحر الميت لمدة 20 دقيقة يومياً على مدار شهر.

أما أمراض الجهاز التنفسي، فهي تعالج في البحر الميت الذي يتمتع بضغط بارومتري عال يجعل اجواءه غنية بالاوكسجين بنسبة تزيد ثمانية اضعاف قياساً على اجواء المناطق التي تقع على مستوى سطح البحر، مما يجعل اجواء منطقة البحر الميت نقية وجافة وغنية بالاوكسجين. وتساعد اجواء منطقة البحر الميت على تحسين أداء القلب والجهاز القلبي الوعائي. وثبت علمياً أن الأجواء الدافئة والغنية بالاوكسجين في منطقة البحر الميت تساعد المرضى الذين اجريت لهم عمليات في القلب على سرعة الشفاء، كما يلاحظ انخفاض ضغط الدم عند المرضى الذين يعانون منه بعد مكوثهم يومين في منطقة البحر الميت.

أطباء العالم نصحوا مرضاهم بزيارته للاستشفاء من أمراضهم.. و(600) مريض بالصدفية تعالجوا منه العام الماضي.

د. كنعان: بقاء الجو مشبعا بالمغنيسيوم والبروميد والكالسيوم يشعر مريض المفاصل او الاوعية الدموية او الجلد بالتحسن خلال فترة قصيرة

اعتمدت شركات تأمينات صحية اوروبية منطقة البحر الميت والمراكز العلاجية على ضفافه الاردنية لعلاج مرضاها وخاصة الذين يعانون من الامراض الجلدية وامراض المفاصل المستعصية بعد ان اوصى اطباؤهم بذلك.

وبين عدد من هؤلاء السياح المرضى للحدث ان اطباءهم قالوا لهم ان علاجهم لن يكون الا بمنطقة البحر الميت وخاصة في الاردن حيث الهواء والماء والشمس بمواصفات خاصة.

واكد مسؤول مركز زارة الطبي المتخصص الدكتور محمد كنعان انه يعتمد في علاجه لمرضاه على مناخ المنطقة الطبيعي وعلى الثروات المعدنية (الاستشفائية) الموجودة في مياه البحر مشيرا ان الشمس والهواء ومياه البحر هي عناصر العلاج التي يتم التركيز عليها.

وبين ان البحر الميت مميز بالمناخ عن غيره من البحار والمناطق في العالم باكمله فهو اخفض منطقة في العالم حيث يصل الى 400 م تحت مستوى سطح البحر الامر الذي يعني وجود نسبة اعلى من الاكسجين مع درجة حرارة مرتفعة اي زيادة نسبة التبخر مع هذا فان الرطوبة لا تتجاوز الـ 05% وهذه هي المميزات العلاجية للمنطقة.

واوضح الدكتور كنعان ان ارتفاع درجة الحرارة يؤدي الى التبخر لمياه البحر وما تحويه من املاح حيث يبقى الجو مشبعا بهذه الاملاح/المغنيسوم, البروميد, الكالسيوم, وعناصر اخرى, وعندما يتعرض المريض لمثل هذه الاجواء التي لها دور علاجي على صعيد امراض الجلد والاوعية الدموية والمفاصل يشعر بالتحسن خلال فترة قصيرة..

واشار ان طين البحر الميت ايضا يعتبر متميزا فهو الاخر يحتوي على جميع العناصر والاملاح ووضعه على الجلد ويؤدي الى علاج كثير من الامراض الجلدية اضافة الى اثره التجميلي فهو يعطي الجلد مرونة ونقاوة ونعومة.

وبين ان هناك ثلاثة طرق لاستخدام الطين هي الطريقة الفرعونية حيث يدهن الجسم بالطين ثم يعرض الى اشعة الشمس بعد التأكد من الحساسية لمدة عشرة دقائق ثم 15 دقيقة ثم 30 الى ان تصل الى 80 دقيقة وهو يعتمد على نوع الجلد اما الطريقة الثانية فهي الكمادات حيث يدهن الجسم بالطين ثم يلف ويغطى بالنايلون (مشمع) بحيث تكون درجة حرارة الطين 40 درجة مئوية وهذه الطريقة تستخدم لامراض الجلد والمفاصل وقد تطبق على جزء معين من الجسم والطريقة الثالثة هي حمامات الطين حيث يتم تخفيف الطين بالمياه المعدنية وتغطيس المريض فيه عدة مرات.

واكد الدكتور كنعان انهم في العيادة يستخدمون طريقة واحدة هي عمل لفافات من مياه البحر الميت حيث تعطي نفس مواصفات الطين الا انهم سوف يستخدمون جميع الطرق سابقة الذكر في الفترة المقبلة.

وحول انواع الامراض التي يتم علاجها قال الدكتور كنعان معظم الامراض الجلدية وخاصة الصدفية اضافة الى امراض المفاصل والاوعية الدموية والبوهاق وامراض الدورة الدموية (ارتفاع الضغط العالي) والامراض الصدرية (الازمة الصدرية) وعلاج بعض امراض العيون وامراض الاعصاب وبعض الامراض النفسية مثل الاكتئاب الشتوي.

وذكر ان اكثر زوار العيادة هم السياح الاوروبيون وخاصة الالمان والسويسريون وذلك بسبب الوعي التام لديهم باهمية مياه البحر الميت ومدى فائدتها العلاجية حيث تجد ان معظمهم يأتون عن طريق تأميناتهم الصحية وهذا الامر يدل على ان العلاج ناجح ومعتمد ومجد وقد يكون ذا اسعار منافسة عن اي موقع في العالم.

وقال اننا ننصح عادة المريض الذي يعاني من آلالم المفاصل ان يخضع الى علاج مدة اسبوعين في حين الامراض الجلدية تبدأ من اربعة اسابيع فما فوق حسب الحالة المرضية.

ودعا الدكتور كنعان المرضى الحضور للاستشفاء في منطقة البحر الميت موضحا ان المنطقة قريبة من عمان التي تحتوي على المراكز الطبية المتقدمة والاختصاصات المتميزة الامر الذي لا يدعو للقلق في حال اصاب المريض اي شيء او احتاج الى علاج لامراض اخرى.

وبين الدكتور زهير بشارات مدير مركز البحر الميت الطبي الذي تأسس عام 1990 ان البحر ينخفض 400 م عن سطح البحر كما ان عمق الماء في البحر (الحوض الشمالي) اكثر من 400 متر ايضا وهو من بين البحار العالمية الاوسع والاعمق والاملح حيث تصل نسبة الملوحة (المواد الموجودة في المياه, فلزات) 29% على السطح الامر الذي يميزه ويجعله موقعا علاجيا خاصا .

وبسبب انه الاخفض في العالم فنسبة الاكسجين في الهواء عالية بعكس المناطق الاخرى وخاصة المرتفعة.

واضاف الدكتور بشارات ان نسبة التبخر بطيئة وعالية الامر الذي يؤدي الى تكون طبقة متبخرة من الفلزات والمواد والاملاح فوق وعلى محيط البحر وهذه الطبقة تتميز بانها تمتص جزءا كبيرا من الاشعة الفوق البنفسجية القصيرة كما ان جزءا منها ينعكس وهي الضارة للانسان لتسمح هذه الطبقة للاشعة الطويلة الوصول الى محيط البحر وعلى مياهه والتي تستخدم في علاج الامراض الجلدية المختلفة ( الصدفية الشائعة والصدفية الفصلية) وامراض الام المفاصل والروماتيزم والاكزما العصبية والبوهاق وحب الشباب والكثير الكثير من الامراض يصعب حصرها..

شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

صفات العسل الطبيعي

Read Next

الأمراض التي يعالجها الطين