الناردين

عشبة الناردين

مقدمة

Valeri1
الناردين

استخدم الناردين منذ زمن اليُونان القديمة وقد وصف أَبقراط استخداماته العلاجية كما وَصفَه جالينوس في القَرن الثَّاني الميلادي لعلاج مشكلة الأَرَق، حاليا هناك فورة في العالم بسبب استخدامه في النوم وتحسين جودة النوم، وبالتالي أصبح يتوفر كمكمل غذائي في الصيدليات وينصح به لعلاج اضطرابات النوم ومشاكل أخرى مثل الزهايمر والاكتئاب.. فيما يلي من اسطر على هذه الصفحة من موقع العلاج يقدم الدكتور سليم الأغبري معلومات دقيقة عن عشبة الناردين.

الاسم

الناردين (بالإنجليزية: Valerian) الناردين أو ما يُعرف بالناردين المخزني وله أسماء عديدة فيسمى بحشيشة القطة ورقيب الشمس والعرب في المصادر القديمة أسموه سنبل الطيب.

الاسم العلمي: بالناردين المخزني Valerian officinalis

نبات الناردين أو سنبل الطيب وصف النبات:

Valeri2
وصف نبات الناردين

هو عبارة عن نبات معمر يتراوح ارتفاعه ما بين (80 – 150) سم، له ساق مستقيمة قوية جوفاء ومضلع أغصانه قليلة وله أوراق متقابلة مركبة ريشية الشكل تضم كل ورقة ما بين (5 – 11) وريقة عريضة أو ما بين (11 – 33) وريقة ضيقة وهي مسننة الحواف الأزهار تجتمع في قمم الأغصان على هيئة باقات بلون ابيض إلى زهري، الثمرة تاجية لها صرة ريشية، جذور النبات قصيرة له فسلات تحت الأرض ورائحته قوية قد يجدها البعض كريهة والبعض الآخر رائعة.


الجزء المستخدم طبياً: يستخدم من النبات الجذمور مع جذوره حيث يتم جمعه طازجاً في الربيع أو الخريف وينظف ثم يجفف في الهواء مباشرة.

الموطن الأصلي للنبات وأنواعه:
ينتشر أساسيا في أوروبا وآسيا، ينمو في البراري في ظروف رطبة ويزرع في وسط أوروبا وشرقيها، ويوجد نوع من الناردين في جنوب إفريقيا ومعروف باسم valerian capensis والذي يستخدم لعلاج الهستيريا والصداع وكذلك ناردين هاروليك valerian hardwickii ويستخدم في الصين واندونيسيا كمضاد للتشنج وكذلك يوجد ناردين المستنقعات valerian alginasa والذي يستعمل ضد المغص وأعراض سن اليأس كذلك يوجد الناردين الأزرق valerian wallichi في جبال الهملايا ويستخدم كما يستخدم الناردين المخزني.

تركيبه الكيميائي:
تحتوي جذور الناردين على زيت طيار واهم مكونات هذا الزيت اسيتات البورنيول وبيتا كارفيلين، كما تحتوي الجذور على ايريدويات وهم مركبات هذه المجموعة فاليبوترياتات وفالترات وايزوفالترات كما تحتوي على قلويدات.

الناردين في الطب القديم:
استخدم الناردين الطبي كمهدئ ومرخى للأعصاب منذ عصر الرومان وقد عرفه العالم ديسقرويديس في القرن الأول الميلادي واسماه فو (Phu) وهو صوت ما يقال عند شم رائحته الكريهة، كما أن الطبيب المصري إسحاق قد أشار إليها في القرن التاسع الميلادي، وقد اعتبر الناردين في القرون الوسطى ترياقاً، وعندما لم تكن الكينا متوفرة آنذاك كان الناردين يستعمل بدلاً عنها في مكافحة الحمى، كما أكد بعض المصابين بداء الصرع أنهم شفوا بواسطتها، وكان الناردين يستخدم كنوع من المهدئات ضد الاضطرابات العصبية.

يقول الملك المظفر في المعتمد للأدوية المفردة: “النارِدِين هو السنبل الرومي، وهو حار في الدرجة الأولى، يابس في الثانية، قوّته مسخنة ملينة، يدّر البول، مفتح محلِّل، وذريرته تمنع العَرَق، وهو يحلل الأورام، ويقوي الدماغ، وينبت هُدْب العين إذا وقع في الأكحال، وينفع من الخفقان، وينقِّي الصدر والرئة، ويفتح سُدَد الكبد والمعدة، ويقوّيهما، ويطيب النَّكْهة، وينفع من اليرقان ووجع الطِّحال، ويمسك الطبع..”.

لقد قال داود الأنطاكي في الناردين: “انه مقو للمعدة ومفتت للحصى ومدر للفضلات ومسقط للبواسير، كما انه إذا طلي على الجسم قطع العرق وطيب رائحة البدن، وإذا اكتحل به أزال حمرة العين وانبت الشعر في الأجفان وأحد البصر، وإذا خلط مع العفص واكتحل به يقطع الدمعة، وإذا ذر على الجروح أدملها..”.

ويقول ابن سينا في قانونه: “الناردين محلل للأورام ومجفف للرطوبة السائلة من القروح، ينفع من الخفقان وينقي الصدر والرئة، مقو للمعدة، يدر الطمث ويفيد أورام الرحم إذا جلست المرأة في طبيخه، وله خاصية في حبس النزف المفرط من الرحم..”.

أما ابن البيطار فيقول في جامعه: “إن الناردين ينفع الكبد وفم المعدة، ويدر البول ويشفي الحرقان الحادث في المعدة وإذا عملت منه تحميلة واحتملته النساء قطع النزف ويجف الرطوبة السائلة من القروح، وإذا شرب بماء بارد سكن الغثيان ونفع من الخفقان، وإذا طبخ بالماء وتكمد به النساء وهن جلوس في مائه ابرأهن من الأورام الحارة العارضة للأرحام..”.

Valeri3
الناردين

الناردين الطبي في الطب الحديث

أكدت الأبحاث الواسعة في ألمانيا وسويسرا أن الناردين يحث على النوم ويحسن نوعيته ويخفض ضغط الدم والمواد الفعالة التي يعود لها هذا التأثير هي الفاليبوترياتات، لذلك يعتبر الناردين من المنومات التي يمكن استخدامها بأمان لعلاج اضطرابات النوم خصوصاً التي يصاحبها اضطرابات عصبية، ويقوم الناردين على تخفيض النشاط العصبي وذلك بإطالة مفعول ناقل عصبي مثبط، كما أن هناك مواد أخرى مسئولة عن مفعول الناردين لكن لم يتم التعرف عليها بعد.

وقد وجد من خلال الدراسات إن أعطاء 160 ملجم من الناردين مع 80 ملم من مستخلص الترنجان أدى إلى النوم مثل الجرعة المعيارية من عقار الفاليوم (أحد مشتقات البنزوديازينات المشيدة) لا يسبب الناردين الادمان مثل الأدوية المنومة المشيدة، كما انه لا يسبب آثارا خطيرة مثل ما تسببه مجموعة الفاليوم.

وقد أكدت هذه الأبحاث التي أجريت في ألمانيا وسويسرا أن الناردين يخفض فرط النشاط العقلي والآثار العصبية له، ولذا فهو يهدئ العقل ويفرج كثيراً من أعراض القلق بما في ذلك الرعاش والهلع والخفقان والتعرق، وهو علاج مفيد جداً للأرق سواء أكان سببه القلق أم فرط الإثارة والاندفاع.

أيضاً أثبتت دراسات أخرى عديدة تأثير الناردين على القلق والأرق ويعتبر من أفضل العلاجات للأرق الذي كان سببه القلق أو فرط الإثارة فهو يرخي العضلات المفرطة التقلص وهو مفيد لتوتر الكتف والعنق والربو والمغص، وكذلك التوتر السابق للحيض بالإضافة إلى القلق المزمن وتشنج العضلات والأرق الناتج عن ألم الظهر، كما أن الناردين مع بعض الأعشاب الأخرى تستعمل كعلاج لفرط ضغط الدم الناتج عن الكرب والقلق.

كيفية استخدام الناردين

يؤخذ مسحوق جذر الناردين بمعدل ملعقة صغيرة إلى ملعقتين (2 – 3 جرام) على ملء كوب من الماء المغلي ويترك لمدة 15 دقيقة ثم يصفى ويشرب بمعدل مرة إلى مرتين وآخر جرعة عند الخلود إلى النوم..

ويجب أن أشير هنا إلى أن البعض قد يجد رائحة الناردين كريهة نوعاً ما، وفي ذلك اوردت بعض الكتب القديمة والحديثة بعض الأشياء الطريفة، فمثلاً يقول الدكتور أمين رويحة في كتابه “التداوي بالأعشاب” بأن الناردين يحتوي على مواد لها رائحة خاصة قوية يكرهها الرجال وتحبها النساء والقطط..!.

المحظورات والمحاذير

هل للناردين أعراض جانبية؟.. يعتبر الناردين من الأدوية الآمنة إذا استخدم بالكميات المنصوح فيها، وقد أثبتت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية أن الناردين آمن تماماً كغذاء، أما من الناحية الدوائية فقد أثبتت التجارب التي أجريت على (12000) مريض استخدموه لمدة 14 يوماً عدم ظهور أو وجود أي أعراض جانبية، أما فيما يتعلق بالاستعمال الطويل فقد أثبتت الدراسات أن بعض مستعمليه يصيبهم شي مشابه للإدمان أي أنهم لا يستطيعون التوقف عن استعماله.

هل يتعارض مع الأدوية العشبية الأخرى؟.. نعم يتعارض مع الأدوية العشبية التي لها تأثير مهدئ حيث أن الناردين أساس عمله كمهدئ وكذلك إذا استخدم مع أدوية مهدئة فلربما زاد التأثير وبالتالي قد يكون هناك خطورة.

هل يتعارض مع استعمال الأدوية الكيميائية؟.. نعم يتعارض استعماله مع المنومات والمهدئات والمشروبات الكحولية.

ما هي الجرعات التي ليس لها تأثير زائد على جسم الإنسان وفي نفس الوقت مأمونة؟.. الجرعة المعروفة للناردين هي أخذ كوب شاي مرة إلى أربع مرات في اليوم كحد أقصى.

هل من استخدامات خارجية للناردين؟

يستخدم الناردين خارج الجسم ويمكن تحضير حمام مائي لغسل الجسم بالناردين فيخلط 100 جرام من مسحوق الجذر مع 2 لتر ماء مغلي ثم يضاف هذا المزيج إلى حوض المغطس المملوء ويجلس فيه الشخص حوالي نصف ساعة وذلك لقطع العرض ولإضفاء رائحة طيبة للجسم، وكذلك مفيد لمشاكل الرحم عند النساء.

شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

الحسك أو القطبة

Read Next

الأعشاب في اليمن