محتويات المقال
مقدمة
بدأ استخدام الزيوت الطبيعية كغذاء وفي العلاج منذ أن عرف الإنسان أنه هناك مكونات ذات ملمس شحمي أو دهني كأحد المكونات الهامة في بعض النباتات، فيما يلي من اسطر على موقع العلاج يقدم الدكتور سليم طلال معلومات دقيقة ومركزة عن الزيوت النباتية وماهيتها وأنواعها وتاريخها.
الزيوت النباتية
الزيت هو مادة لا قطبية سائلة لزجة عند درجة الحرارة لا تمتزج بالماء وقابلة للمزج مع الزيوت والمواد الدهنية الأخرى، ويمكن تعريف الزيوت بأنها احد النواتج الهامة والأساسية لعمليات استخلاص المنتجات الطبيعية كالنباتات والحيوانات، ويتوقف لون الزيت ورائحته ومذاقه وكثافته واستخدامه على مصدره وطريقة استخلاصه.
الخواص الفيزيائية والكيميائية للزيوت النباتية
التركيب الكيميائي
عرف الإنسان إنتاج الزيت النباتي من الزيتون وفول الصويا وعباد الشمس وجوز الهند وغيرها منذ أكثر من خمسة آلاف عام ولكن لم يتعرف على أول معلومة عن التركيب الكيميائي له حتى سنة 1823م.
الخواص الفيزيائية
• كثافتها حوالي 0.8 غ/سم3 اقل من كثافة الماء لهذا تطفو على السطح.
• درجات انصهارها منخفضة نسبيا.
• لا تذوب في الماء بل تذوب في مذيبات عضوية مثل الايثر والكلوروفور والبنزين.
• تقلل الاحتكاك بين سطحين.
الخواص الكيميائية
تقسم تفاعلاتها إلى قسمين:
تفاعلات تختص بروابط الإستر في ثلاثي الجلسريد:
التحلل المائي Hydrolysés : تتحلل أثناء عملية الهضم بواسطة الأنزيمات إلى أحماض دهنية وجليسرول.
التصبن: وهي عملية تحويل الزيت أو الدهن إلى صابون وهو عبارة عن ملح الصوديوم أو البوتاس للحمض الدهني وتتم عملية التصبن بفعل القواعد القوية مثل KOH، NaOH على الزيت أو الدهن فينتج الصابون والجليسرول.
تفاعلات تختص بالروابط المزدوجة في الأحماض الدهنية:
هدرجة الزيت: هو إضافة ذرات هيدروجين للزيوت السائلة التي تحتوي على حموض دهنية غير مشبعة إلى دهون صلبة بهدرجة الزيوت جزئياً بوجود عامل مساعد كالنيكل لتحويلها إلى سمن صناعي
تزنخ الزيوت: وهو تغير كيميائي يحدث تغير في لون ورائحة وطعم الزيوت أو الدهون.
أسبابه:
عملية الأكسدة نتيجة تعرضها للهواء والرطوبة ودرجة الحرارة المرتفعة فتنتج ألدهيدات وكيتونات وفوق أكاسيد.
عملية التحلل البكتيري حيث تفرز البكتريا أنزيمات تحلل الزيوت والدهون إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة ومتطايرة.
أنواع الزيوت النباتية
الزيوت نوعان ثابتة وعطرية؛ الزيوت الثابتة هي الزيوت التي لا تتبخر بتركها في الهواء، والزيوت العطرية طيارة نفاذة كثافتها قليلة تتبخر في الهواء، وهناك زيوت طبيعية نباتية يوجد بها النوعين لذلك يجب عدم تسخينها.
زيــوت ثـابتــة:
الزيت الثابت (Fixed oil) عبارة عن مركبات ذات تركيب كيميائي ثابت لا تتطاير على درجة حرارة الغرفة كما أنها لا تتطاير مع بخار الماء، وتتكون أساساً من مجموعة مختلفة من الأحماض الدهنية غير المشبعة، والزيوت الثابتة تكون عادة بنسبة كبيرة يمكن استخلاصها من بذور النبات وتصل نسبتها من 30-40% وتستعمل غالباً في التغذية حيث تحتوي على نسبة فيتامينات وأملاح معادن ومواد كربوهيدراتية، وأهمها زيت الزيتون، زيت السمسم، زيت الكتان، زيت النخيل، زيت جوز الهند وزيت اللوز.
زيــوت طيــارة:
الزيت الطيار (Volatile oil) وهو عبارة عن مركبات تتطاير على درجة حرارة الغرفة كما أنها تتطاير مع بخار الماء، تكون عادة بنسبة قليله للغاية لا تتجاوز 2-3% وهي خفيفة في قوامها متطايرة وعادة تستعمل في صناعة العطور والعلاجات وتحتوي على مواد كيميائية أساسها التربينات كما تحتوي على فينولات، لاكتولات والدهيدات بنسب متفاوتة يتحكم في ذلك نوع النبتة المستخرج منه الزيت، وغالباً ما تستعمل في صناعة العطور والكريمات وفي العلاج بطرق مختلفة كالاستنشاق وفي جلسات التدليك والمساج، وتوجد هذه الزيوت في العديد من النباتات وعلى سبيل المثال زيت الزعتر والبابونج، زيت الخزامى أو اللافندر، زيت الياسمين وزيت النعناع.
نبذة عن تاريخ استخدام الزيوت الطبيعية
عرف الإنسان فوائد الزيوت الطبيعية منذ القدم، وقد استخدمت كغذاء وفي علاج كثير من الأمراض، كما اتبعت طرق مختلفة في إنتاجها خصوصاً في البلدان ذات الحضارات القديمة مثل الصين ومصر والعراق واليابان واليونان وايطاليا والهند، وشاع استخدام الزيوت الطبيعية كطريقة ناجعة للعلاج لكثير من الأمراض.
وقد لعب العرب قديماً دوراً هاما في تطوير طرق الاستخلاص والتحضير بواسطة التبخير والتكثيف والتقطير على أيدي علماء كبار أمثال إبن سينا استخرجها بطريقة نقية ومركزة، وكذلك جابر ابن حيان وهو أول من فصل مادة الكحول عن طريق التقطير، ولاحقاً انتشر إنتاج واستخدام الزيوت الطبيعية في دول كثيرة من المشرق إلى المغرب، ففي اليمن مثلاً عرف الناس المعاصر التقليدية والتي تسمى بـ (المعصرة) وتوجد هذه المعاصر وتنتشر حتى الآن في أغلب مدن ومناطق اليمن، وتقوم هذه المعاصر بعصر وإنتاج زيت السمسم وزيت الخردل أو ما يسمى (بزيت الترتر) في اليمن، وكانت هذه المعاصر تستخدم طريقة العصر البارد بواسطة التدوير بالحيوانات كالجمال.
وتطور هذا الاستخدام حديثاً بعد أن أخذه العالم الغربي وصنفه على انه مصدر اقتصادي هائل وقامت دول بعينها مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا وهولندا تحديدا على صناعة الزيوت والعطور من الزيوت الطبيعية وكثير من دول شرق أوروبا مثل بلغاريا ورومانيا يوغسلافيا تستخدم العلاج بالزيوت العطرية والثابتة في منتجعات جبلية يزورها الملايين من أرجاء العالم والعالم العربي للعلاج والاستجمام وتدر عليهم بلايين الدولارات وبتشجيع حكومات دولهم باعترافهم بطرق الطب البديل على اختلاف طرقه التقليدية للترويج للسياحة العلاجية لبلادهم.