التصلب اللويحي مرض مناعي ذاتي، إذ أن خلايا الجهاز المناعي ربما في بعض الأحيان تقوم بضرب خلايا الجسم نتيجة لبعض الاضطرابات الحادثة، فإن مرض التصلب اللويحي يؤدي إلى شعور الجسم بالإنهاك والضعف نتيجة لأن الجهاز المناعي لدى الشخص المصاب عن طريق الخطأ.
يتسبب في ضرر وإتلاف الغشاء المحيط للأعصاب والذي يقوم بحمايتها وهذا الغشاء وهذا الغشاء مهم جدا لحماية الخلايا العصبية من التلف بالإضافة إلى أنه يلعب دوراً هاماً ورئيسياً في عملية التواصل بين الدماغ وباقي أعضاء جسم الإنسان.
ومن هنا نجد أن مرض التصلب اللويحي بصورة غير مباشرة يؤدي إلى تلف الأعصاب.
محتويات المقال
أعراض التصلب اللويحي
تتنوع أعراض مرض التصلب اللويحي حسب درجة الإصابة وأيضا نوعية الأعصاب المصابة ما بين أعراض بسيطة وأحياناً تصل إلى أعراض كبيرة جدا ومؤثرة وإليك التفصيل:
انعدام الإحساس في بعض الأماكن
ولعل تفسير ذلك واضحاً وبسيطاً وهو أنه إذا كان التلف في الأعصاب الحسية فإن ذلك سيؤدي إلى تأثر الشعور في المناطق التي يغذيها العصب التالف.
الشعور بالضعف والوهن
وهنا بنفس تفسير الجزء السابق إذا كانت الإصابة في الأعصاب الحركية المغذية للعضلات سيؤدي إلى تلفها والتي بدورها تؤدي إلى تلف العضلات وشعور المريض بالوهن.
مشاكل الإبصار
من المعروف أن عملية الإبصار تحدث نتيجة لبعض العمليات العصبية ما بين استقبال الصورة وتفكيكها وتفسيرها في الدماغ فإذا أصاب التلف أياً من الأعصاب المسئولة عن الرؤية فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على الإبصار وأيضا في بعض الأحيان تكون مصحوبة بألم العينين عن تحريكها.
ومن الأعراض أيضاً:
- ألم شديد عن تحريك بعض أعضاء الجسم بطريقة أو بأخرى.
- الرعشة نتيجة لمشاكل العضلات الهيكلية.
- التعب والوهن والدورا وفقدان التوازن بين أعضاء الجسم.
مع الأسف يتم ظهور أكثر من عرض في وقت واحد وهو ما يؤثر بشكل كبير جداً على حياة المريض وفي كثير من الأحيان يجعله غير قادر على الحركة وممارسة حياته الطبيعية.
الأسباب والعوامل التي تعرض الشخص لخطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي
نظراً لخطورة هذا المرض وصعوبته وتأثيره الكبير على المريض أردت أن أظهر لك مدى خطورته قمنا بذكر أعراضه قبل أسبابه ولعلك تتساءل الآن ماذا يمكن أن يسبب مثل هذا المرض؟
ما الذي قد يؤدي إلى جعل الجهاز المناعي يهاجم خلايا جسمه؟
كما ذكرنا أن مرض التصلب اللويحي مرض مناعة ذاتية يهاجم فيه جهاز المناعة نفسه ويتلف أعصابه وقدد احتار الأطباء لعقود في ماهية أسبابه ولم يستطيعوا أن يحددوا أسبابه بدقة ولكن كانت هناك بعض العوامل التي توصلوا إليها قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض وهي:
العامل الوراثي
يلعب العامل الوراثي دوراً كبيراً في عملية إصابة الأفراد بمرض التصلب اللويحي حيث تزداد احتمالية إصابة الشخص بمرض التصلب اللويحي عند وجود أحد أفراد العائلة مصاباً بهذا المرض ولكن مع ذلك ليس العامل الوراثي وحده هو السبب الكافي لظهور مثل هذا المرض حيث تم إجراء بعض الدراسات على التوائم المتماثلة مصاب أحدهما بالتصلب اللويحي وكانت نسبة إصابة التوأم الآخر لا تتعدى 30%.
السن
وجد الأطباء أن أعراض هذا المرض تبدأ في الظهور والتطور بين سن 20 – 40 عاماً أي في سن الشباب.
الجنس
عند النظر لمرضى التصلب اللويحي ومقارنته بجنس المريض نجد أن احتمالية إصابة النساء به ضعف احتمالية إصابة الرجال.
بعض أنواع الفيروسات
التي قد تسبب الالتهاب والضرر للأعصاب حيث وجد أن هناك علاقة بين بعض الفيروسات ومرض التصلب اللويحي مثل فيروس ابشتاين-بار (Epstein-Barr) والذي يعتبر فيروساً غامضاً لدينا حتى الآن.
الأمراض الأخرى
حيث أن إصابة الشخص بمرض من أمراض المناعة الذاتية يجعله أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب اللويحي وهذه الأمراض مثل:
(مرض السكر من النوع الأول – الأمراض التي تؤدي إلى خلل في الغدة الدرقية هرموناتها).
اقرأ أيضاً: التصلب الجانبي الضموري (ALS) – الأسباب والأعرض والتشخيص والعلاج
مضاعفات مرض التصلب اللويحي
بعد أن قمنا بالتعرف على الأعراض والأسباب الخاصة بمرض التصلب اللويحي نقوم الآن بذكر بعض المضاعفات الخاصة بهذا المرض وهي كالتالي:
- تيبس الأطراف وتشنج العضلات وخصوصاً عند إصابة الأعصاب الحركية.
- الشلل: قد يؤدي الإصابة بمرض التصلب اللويحي إلى شلل في الأطراف وخصوصاً الساقيين.
- بعض المشكلات العقلية مثل نسيان بعض الأشياء وصعوبة التركيز.
لتشخيص التصلب اللويحي
قد يتساءل الكثير من الناس عن كيفية التعرف على مرض التصلب اللويحي وما هي التشخيصات التي يمكن عملها للمريض للتعرف على إصابته بهذا المرض وهذه الفحوصات كالآتي:
١- الفحوصات الخاصة بالدم
تلعب فحوصات الدم دوراً هاماً في تشخيص الأمراض الالتهابية وبصورة دقيقة تقوم بنفي الإصابة بالأمراض الالتهابية التي يمكن أن تسبب أعراض مشابهة لمرض التصلب اللويحي.
٢- البزل
المقصود بالبزل هو أن يقوم الطبيب أو المسئول عن عمله للمريض باستخراج عينة صغيرة من السائل النخاعي الموجود في العمود الفقري لدى المريض وفحصها مخبرياً، ومنها نستطيع أن نحدد إذا كانت هناك إصابة أو لا بمرض التصلب اللويحي.
٣- التصوير بالرنين المغناطيسي
يتم فيه الكشف عن أمراض الدماغ والعمود الفقري ربما أدت إلى فقدان الميالين المغطي للأعصاب.
من المهم جداً العلم أن هذه الفحوصات تستغرق وقتاً طويلاً جداً لعملها، ولكنه ليس مؤلماً، لكن بعض الناس يخافون بطريقة كبيرة من الفحص ولذلك يتم عمل الفحص تحت التخدير.
٤- عملية فحص النبضات العصبية
يتم فيها قياس الإشارات الكهربائية التي يقوم بإرسالها الدماغ كرد فعلا لاستثارة الأعصاب المصابة أو المشتبه في إصابتها.
علاج مرض التصلب اللويحي
بعد هذا المشوار الكبير نذكر سريعاً علاج هذا المرض الخطير جداً ولكن لا أخفيك سراً أن هذا المرض ليس له علاج شافٍ بصورة خاصة ولكن معظم العلاجات تعتمد على التقليل من رد الفعل المناعي الخاص بالجسم مرحبا ومنها يتم السيطرة على الأعراض.
- مضادات الالتهاب السترويدية (Corticosteroids) وهي العلاجات التي تقلل من الالتهابات المؤثرة على الأعصاب وتقلل من النوبات والتشنجات.
- العلاج بالانترفيرونات وهي عبارة عن مواد وسيطة في رد الفعل المناعي وغير ذلك من العلاجات الخاصة بعلاج الأعراض.
خاتمة وملخص
مرض التصلب اللويحي مرض مناعة ذاتي ينتشر بين سن 20 – 40 وينتشر في السيدات أكثر من الرجال حيث تكون إصابة السيدات ضعف إصابة الرجال به.
ويؤثر هذا المرض على الغشاء الميلانيني المغطي للأعصاب ويقوم بتدميره ومنه يقوم بالتأثير على الأعصاب والإشارات العصبية ويؤدي إلى تقليل سرعتها وربما منعها تماماً ومنها قد يحدث الشلل أو فقدان الحس تبعاً للأعصاب المصابة (حسية-حركية).
ولا يوجد علاج خاص به ولكن بعض العلاجات الخاصة التي تقلل من الأعراض الناتجة عنه.