يمكننا القول بأن اكتئاب ما بعد الولادة من أهم الحالات الطبية التي تحتاج منا وقفة. وتتمثل خطورته في إهمال علاجه، وعدم امتلاك الوعي الكافي للسعي لنيل العلاج بمجرد الإصابة.
تُصاب معظم الأمهات الجدد بتغيرات مزاجية شديدة الحدة عقب الولادة مباشرة، قد تتراوح هذه التغيرات من مجرد الشعور بالحزن، والقلق، إلى ما هو أخطر من ذلك ألا وهي الرغبة في إيذاء المولود بل وقتله وهي النتيجة الحتمية للإصابة بالذهان أحد أخطر أنواع اكتئاب ما بعد الولادة في حالة تمت الإصابة به. وعلى الرغم من ندرة الإصابة بهذا النوع الخطير إلا أن الخطر لا يزال قائماً.
فما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكننا علاجه؟ هذا ما سنعرفه في مقال اليوم.
محتويات المقال
اكتئاب ما بعد الولادة البسيط depression baby blues
تُصاب غالبية الأمهات الجدد باضطرابات مزاجية تتمثل في نوبات بكاء بدون سبب واضح، والشعور بالحزن والقلق. ويعد هذا النوع من الاكتئاب من أخف الأنواع إذا تستمر هذه الأعراض لعدة أسابيع بعد الولادة ، وتحتاج فقط للدعم النفسي من الأسرة أو الطبيب.
اكتئاب ما بعد الولادة
يعد هذا النوع أكثر حدة من الحالة السابقة، ويصيب الأمهات بنسبة واحد من كل ٧ حالات ولادة. وتتميز هذه الحالة بتغيرات مزاجية شديدة ومتقلبة، ونوبات البكاء المتكرر، والشعور بالعصبية والتعب المزمن، والشعور بالذنب، والقلق المستمر، كذلك تصبح الأم غير قادرة على العناية بالمولود الجديد. تبدأ هذه الأعراض بعد الولادة بأسبوع، و قد تستمر لمدة عام كامل. في هذه الحالة نلجأ للعلاج النفسي، ومضادات الاكتئاب الموصوفة من قبل طبيب مختص.
ذهان ما بعد الولادة
يعد ذهان ما بعد الولادة من أكثر أنواع اكتئاب ما بعد الولادة حدة، ويحتاج لتدخل طبي طارئ. ولكنه يعتبر نادر الحدوث نوعاً ما؛ إذ يصيب واحدة من أصل ١٠٠٠ سيدة بعد الولادة. تحدث أعراضه بسرعة، وبشكل حاد. وتتلخص هذه الأعراض في الآتي:
- الارتباك الدائم.
- الشعور بالوحدة، والعار.
- الأرق.
- الهلاوس.
- فرط النشاط والحركة.
- الشعور بجنون العظمة
تتطلب هذه الحالة العلاج الفوري؛ حيث قد تؤدي إلى انتحار الأم أو إيذاء المولود. ويتضمن العلاج دخول الام المستشفى النفسي مع الأدوية.
اقرأ على موقع العلاج: ما هي حمية الكيتو؟ وأنواعها – دليل شامل
أسباب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة
يعد انخفاض مستويات الهرمونات في الجسم بعد الولادة من الأسباب الرئيسية لحدوث اكتئاب ما بعد الولادة. حيث من المعروف أن معدل هرمون الأستروجين والبروجسترون يزداد عشر أضعاف أثناء الحمل، وبعد الولادة ينخفض معدله بسرعة لتعود نسبته طبيعية في غضون أيام بعد الولادة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العامل الاجتماعي والفسيولوجي حيث يساهم تغيير نمط حياة الأم إلى زيادة احتمالية الإصابة. ومن هذه العوامل:
- قلة معدلات النوم في الفترة الأولى من بعد الولادة.
- التوتر بشأن الأمومة، والمسؤولية الجديدة الملقاة على عاتق الأم من رعاية طفل صغير.
هل يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة على الطفل؟
بالطبع، يطال تأثير الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة الطفل،ومن مظاهر هذا التأثير:
- يصبح من الصعب على الأم تكوين رابطة قوية بينها وبين طفلها.
- قد يصاب الطفل بمشاكل في السلوك أو صعوبات في التعلم.
- قد يصاب الطفل بمشاكل في الرضاعة والنوم.
لذلك فإن العلاج المبكر لاكتئاب ما بعد الولادة ليس مهماً للأم فقط، بل ورضيعها أيضاً.
وفي الختام، تظل نشر التوعية المجتمعية بهذا المرض من أهم خطوات علاج أي مريضة. فكما نعرف أن نسبة الوعي المجتمعي بهذه الظاهرة قليلة جداً، وهذا غالباً ما يؤثر بالسلب على رغبة الأم في تلقي العلاج حتى لا تقابل بالرفض المجتمعي.
المصادر.
Postpartum Depression: Causes, Symptoms & Treatment (clevelandclinic.org)
Postpartum depression – Symptoms and causes – Mayo Clinic
Postpartum Depression: Symptoms, Causes, Risks, Types, Tests, Professional and Self-Care (webmd.com)