زيت الزيتون

زيت الزيتون

مقدمة

أشار القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم لفوائد الزيتون الكثيرة، وزيت الزيتون من أكثر الزيوت شهرة واستخداما في العالم اجمع ومنذ قديم الزمان، العديد من الباحثين الأمريكيين والأوروبيين يهتمون بزيت الزيتون، خصوصا بعد أن ظهرت عام 1985، أثبت فيها أن زيت الزيتون يخفض كولسترول الدم، وتوالت الدراسات والأبحاث بعد ذلك وركزت اهتمامها حول فوائد زيت الزيتون، وكل يوما تستكشف المزيد من أسرار هذا الزيت المبارك، كيف لا وهذا الزيت يأتي من شجرة مباركة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة)، وكيف لا تكون الشجرة مباركة، وقد أقسم الله تعالى بها أو بأرضها ـعلى اختلاف بين المفسرينـ في قوله تعالى:(وَالتــِّينِ وَالزَّيْتــُونِ* وَطُورِ سِينِينَ).. يتحدث الدكتور سليم طلال فيما يلي من اسطر على موقع العلاج عن زيت الزيتون وفوائده واستخداماته الغذائية والعلاجية..

يستخلص زيت الزيتون من ثمار أشجار الزيتون؛ باستخدام عدّة طرق سواء أكانت ميكانيكية أو فيزيائية، لونه أصفر مائل للاخضرار، وتتميّز ثمار الزيتون بلونها الأسود أو الأخضر، ويكثر تواجدها في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتتميّز بقيمتها الغذائية العالية، يتكوّن زيت الزيتون من الدهون، والدهون المشبعة، والأوميجا3، وفيتامين (E،K)، وأحماض الأوليك، والبالمتيك، ومضادّات الأكسدة مثل، الفلافونويد، والكاروتينات.

olive oil 1

فوائد استخدامات زيت الزيتون

لا يمكن أن يتم حصر فوائد زيت الزيتون فهو أحد أهم الزيوت الطبيعية العلاجية علي الإطلاق، فيما يلي بعض من فوائده:

مضاد للأكسدة: زيت الزيتون من أغنى المصادر بالمواد المضادة للأكسدة التي تعتبر نشطة بيولوجيا وتساعد في مكافحة الأمراض الخطيرة ومحاربة الالتهابات، كما تلعب دوراً مهما في امتصاص التأثيرات الضارة لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وأوضح العلماء أن مضادات الأكسدة تحول دون حدوث التلف التأكسدي للخلايا والأنسجة الذي يتسبب عن نشاط الجزيئات المؤذية التي تعرف بالشوادر الحرة الناتجة عن العمليات الحيوية الطبيعية في الجسم، كما أن احتواء زيت الزيتون على فيتامين E المعروف بدوره المضاد للأكسدة يؤخر ظهور عوارض الشيخوخة، كما يحتوي على مركبات البولي فينول، لهذا يؤمن وقاية جيدة من تصلب الشرايين وتساعد على منع الكولسترول الضار في الدم.

لصحة الجهاز الهضمي: يتميز زيت الزيتون بأنه سهل الهضم مقارنة بغيره من الزيوت، وذلك لاحتوائه على دهون قريبة في تركيبها من حليب الإنسان، ولذلك يكون امتصاصه واستقلابه أسرع من غيره من الزيوت، كما أنه يساعد الكبد والمرارة على إفراز المادة الصفراوية وطرحها، ويخفف من الإفرازات الزائدة للمعدة، من ثم يقي من الإصابة بالقرحة المعدية، وكذلك فإن زيت الزيتون دواء ممتاز لعلاج حالات الإمساك، إذ يمكن علاج الإمساك بإعطاء ملعقة ونصف ملعقة منه قبل الطعام، أو باستعماله مع الماء كحقنة شرجية، ويعتبر زيت الزيتون أيضًا من المواد المثيرة للشهية (المشهيات)، وذلك لاحتوائه على مادة عطرية تنشط الجهاز الهضمي فتدفع الإنسان للإقدام على تناول الطعام.

زيت الزيتون ومشاكل البشرة والشعر: يستخدم منذ آلاف السنين في علاج مشاكل الشعر والبشرة؛ وله خواص علاجية والتئامية مذهلة للبشرة ومجددة لها، يقاوم التجاعيد الناتجة عن التقدم في العمر، لأنه يجدد خلايا البشرة ويؤخر ظهور التجاعيد وتعمقها لاحتوائه على مضادات أكسدة، كما أن زيت الزيتون مفيد في ترطيب البشرة وتنظيفها ويقضي على التشققات خصوصا تشققات الحمل، أيضا زيت الزيتون يلطف السطوح الملتهبة في الجلد، ويستعمل في تطرية القشور الجلدية الناجمة عن الأكزيما وداء الصدف، ويعتبر من الزيوت المقوية للشعر وخاصة للشعر الجاف لأنه يمنحه القوة واللمعان، خصوصا أن استخدام الشامبو والصابون يحرم الشعر من دهنه الطبيعي وحمام زيت الزيتون الساخن للشعر الجاف جيد جداً.

يقي من السرطان: توصلت الأبحاث والدراسات المختلفة إلى أهمية زيت الزيتون في الوقاية من أنواع كثيرة من الأورام مثل سرطان الأمعاء، وتبين أن أولئك الذين يستهلكون زيت الزيتون بصورة منتظمة أقل عرضةً للإصابة بمرض السرطان وخاصة سرطان الثدي، فقد بينت الدراسات أن النساء اللواتي يتناولن زيت الزيتون لأكثر من مرة يومياً، تقل احتمالات إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 45%.

في صناعة مستحضرات التجميل: زيت الزيتون يدخل في مستحضرات التجميل عموماً مثل في إنتاج الصابون ومستحضرات السباحة وفي الشامبو والمرطبات وكريمات الأيدي وترطيب البشرة الجافة وتلطيفها وفي زيوت الأظافر وفي ترطيب الشفايف الجافة أو المتشققة وفي دهانات التدليك وفي مستحضرات التي تحمي من الشمس والتعرق.

كمصدر للطاقة: استخدم زيت الزيتون قبل اختراع الكهرباء كمصدر للطاقة لإنارة المدن، حيث تم استخدام زيت الزيتون كطاقة ضوئية لإنارة مصابيح الشوارع.

زيت الزيتون والطبخ: زيت الزيتون البكر الفاخر هو أحسن زيت من ناحية الرائحة الطعم والنكهة والقيمة الغذائية الصحية ومقاوم للفساد، وعند استخدامه في الطبخ فهو ممتاز جداً في جميع استعمالات واستخدامات المطبخ سواءً على البارد أو الساخن أو القلي، يقول العلماء أن الأغذية المقلية بزيت الزيتون تحتفظ بقيمة غذائية أعلى مقارنة بتلك المقلية بأنواع أخرى من الزيوت، وأظهر الباحثون أن الغذاء الغني بزيت الزيتون ربما يضعف التأثير السيئ للدهون المتناولة في الطعام، ولكن عزيزتي ربة البيت عليك الانتباه للأمور التالية:

  • رغم أن زيت الزيتون من أقوى الزيوت في تحمل الحرارة (يدخن عند 210 درجة مئوية) إلا أن عليك عزيزتي ربة البيت عدم جعل زيت الزيتون يطلع له دخان أو يدخن أثناء الأستعمال عند القلي لان ذلك يقلل فوائد الزيت ويجعله ذا طعم غير مرغوب.
  • زيت الزيتون يمكن أن يحفظ لمدة سنة فقط من وقت عصره إذا كانت القارورة أو العبوة مشققة فيجب عدم استخدام زيت الزيتون لان الزيت يحصل له دخول الهواء ويتأكسد ويفسد، أحسن عبوة تكون من الصفيح أو الزجاج أو البلاستيك المعتم.
  • عند استخدام زيت الزيتون في القلي يجب عدم خلط زيت الزيتون بالزيوت الأخرى لان ذلك يقلل من درجة تحمله للحرارة مما يقلل من فوائده.

الأبحاث والدراسات الحديثة

  • تبين أن أولئك الذين يستهلكون زيت الزيتون بصورة منتظمة أقل عرضةً للإصابة بمرض السرطان وخاصة سرطان الثدي، فقد بينت الدراسات أن النساء اللواتي يتناولن زيت الزيتون لأكثر من مرة يومياً، تقل احتمالات إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 45%، وقد يكون له تأثير علاجي على القرحة الهضمية كما يمنع تشكل الحصاة الصفراوية.
  • اكتشف أن الأشخاص الذين يتناولون زيت الزيتون بانتظام أقل عرضةً للإصابة بالنوبات القلبية (وغيرها من أمراض الأوعية الدموية في القلب).. لذلك فأن سكان حوض المتوسط أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة مع الشعوب الغربية.
  • زيت الزيتون يعمل كمسكن للألم: اكتشف باحثون من مركز أبحاث في فيلادلفيا في الولايات المتحدة ان 50 غراما من زيت الزيتون من العصرة الأولى تعادل نحو واحد بالعشرة من جرعة دوائية من الـ”إيبوبروفين” المسكن للألم، وقال فريق البحث إنه رغم أن تأثير تلك الكمية ليس بالقوة الكافية لتسكين أوجاع الرأس إلا أنه يقد يفسر فائدة زيت الزيتون الذي يعتبر عنصرا أساسيا في وجبات الطعام لدى سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط.
  • أشارت البحوث إلى أن المجتمعات التي تستخدم الدهون اللامشبعة الوحيدة (وأشهرها زيت الزيتون) في غذائها كمصدر أساسي للدهون تتميز بقلة حدوث مرض شرايين القلب التاجية.
  • زيت الزيتون ومعدل الوفيات: وقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة اللانست الشهيرة في 20 ديسمبر 1999 أن معدل الوفيات في أفقر بلد في أوروبا ألا وهي ألبانيا المسلمة تمتاز بانخفاض معدل الوفيات فيها، فمعدل الوفيات في ألبانيا عند الذكور كان 41 شخصا من كل 100,000 شخص، وهو نصف ما هو عليه الحال في بريطانيا، ويعزو الباحثون سبب تعمير الناس في ألبانيا ذات الدخل المحدود جدا إلى نمط الغذاء عند الألبانيين، وقلة تناولهم للحوم ومنتجات الحليب، وكثرة تناولهم للفواكه والخضار والنشويات وزيت الزيتون، فقد كان أقل معدلات الوفيات في الجنوب الغربي من ألبانيا في المكان الذي كانت فيه أعلى نسبة لاستهلاك زيت الزيتون والفواكه والخضراوات.
شارك المحتوى:

Dr. Saleem Talal

Read Previous

الحبة السوداء أو حبة البركة

Read Next

الدهون المشبعة و الدهون غير المشبعة