الهجوم على الحجامة [1]
نرى ونسمع ما أثارته الحجامة مؤخراً من لغط في كل الأوساط والمجتمعات، والمُلاحظ طبعاً انتشارها واستخدام الناس لها كوسيلة وقائية وعلاجية أيضاً، وكما أن للحجامة مروجين، لها أيضاً منتقدين اختلف انتقادهم بين المعقول والبحث عن سبل تقنينها وبين اللامعقول والمهاجم لها بدون تقديم أدلة أو إثباتات لحديثهم.
الدكتور سعيد شكري – أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بمعهد السمع والكلام وزميل كلية الطب جامعة أوهايو الأمريكية – الذي أكد لنا أن الذي يهاجم شيئاً وهو جاهل به فإن هذا هو الجهل بعينه، وما أثير أخيراً بشأن الهجوم على العلاج بالحجامة ما هو إلا زوبعة في فنجان، سرعان ما ستنتهي عندما يدرك الجاهلون أهميتها.
ويضيف الدكتور سعيد إننا نشأنا على الطب الغربي ونعانى الآن ويلات المضاعفات الناتجة عن الأدوية الكيميائية، والغرب أدرك هذه الحقيقة وراح يجرى الأبحاث والدراسات على الطب البديل أو ما نسميه نحن الطب النبوي وفاقت النتائج كل التوقعات، بينما نحن مازلنا ندفن رؤوسنا في الرمال، إن الغرب أنشأ مستشفيات كاملة للعلاج بعسل النحل وعدد الصيدليات التي تستخلص الأدوية من الأعشاب كثيرة جداً هناك وإذا أردنا أن نتحدث عن الحجامة كفرع من فروع الطب النبوي فلابد أن تكون هناك أمانة ومسئولية لإجراء مقارنة منصفة بين الطب الحالي والطب البديل، حتى نقف على أساس متين وأنا لا أود أن أرد على من يهاجمون هذا النوع من العلاج لأنهم يجهلون كلام النبي e وينكرون أحدث النتائج التي لم تخرج من عندنا وإنما جاءت من الغرب، وبالنسبة لي فإن أكبر دليل على صدق فاعلية هذا العلاج هو تحسن حالة المرضى الذين أعالجهم، وأود التأكيد على أن هذا التحسن ليس مجرد زوال الأعراض والمرض مازال موجوداً بل إن المريض يشفى تماما ًوأنا “دكتور” وأستطيع أن أعرف ذلك جيداً.
كما أن معظم أدوية رفع كفاءة جهاز المناعة الموجودة في الصيدليات الآن هي عبارة عن أعشاب طبيعية، ومن المؤكد أن الأبحاث والدراسات قد أجريت على هذه الأعشاب، وفى النهاية أؤكد أن الغرب ينظر إلى الطب البديل باحترام شديد، وأن عمليات الحجامة موجودة في أمريكا وبعض الدول الأوروبية ولا أحد يجهل هذه الحقيقة.
أما الدكتور أحمد عبد السميع – رئيس قسم الكبد بمستشفى مصر للطيران – فيقول: إن الحديد يوجد في جسم الإنسان على هيئات مختلفة، منها هيئة الجزئيات الحرة وهى تسبب أكسدة للخلايا فتقلل من مناعتها ضد الفيروسات، لذلك وجد أن المرضى الذين يوجد لديهم نسبة عالية من الحديد في الدم تكون استجاباتهم للعلاج أقل من غيرهم.. وبعد ذلك أثبتت الأبحاث أن إزالة كميات من الدم من هؤلاء المرضى بصفة متكررة يساعد في تحسن نسب الاستجابة للعلاج، والحجامة هي نوع من أنواع إخراج الدم أو التخلص منه، وهى معروفة منذ القدم وجاء النبي عليه الصلاة والسلام وأقرها، لكن يجب أن تجرى بطريقة طبية آمنة وتكون نظيفة ومعمقة والمطلوب من علمائنا الأفاضل بدلاً من الهجوم على الحجامة، عمل دراسة طبية بالمعايير البحثية السليمة لإثبات كفاءة هذه الطريقة من عدمه، وبالنسبة للمرضى الذين عالجتهم بالحجامة أقول إن عددهم بسيط ولا يقاس عليه لكن النتائج كانت مذهلة فمرضى الكبد الذين يعانون من فيروس (C) ولديهم نسبة عالية من الحديد وارتفاع في الأنزيمات.. والذين أجريت لهم عملية الحجامة بطريقة طبية سليمة بصفة متكررة ازدادت استجابتهم للعلاج بعقار “الانترفيرون” و”الريبافيرين” بعد أن كانت نسبة الاستجابة لديهم تكاد تكون معدومة، ومن هنا نرى أن الحجامة يمكن بالفعل أن تساعد في العلاج جنباً إلى جنب مع المستحضرات الطبية، بل إنها في حد ذاتها علاج طبيعي ليست له أي أضرار جانبية وأنا حينما كنت في ألمانيا علمت أنهم يستخدمونها كإحدى وسائل الطب البديل.
رد الدكتور أمير محمد صالح على سؤال مفاده ماذا تقول للذين يهاجمون هذا النوع من العلاج؟..: “أقول لهم اقرءوا واطلعوا فلسنا متحيزين للسنة وإنما هي مسألة علمية بحتة والغرب الآن يلهث وراءها ويعرف قيمتها.. فلماذا هذا التشكيك؟!.. وعموماً يمكن الرجوع إلى عدة مواقع على الإنترنت لمعرفة الأعداد الهائلة للعيادات الطبية الموجودة في أمريكا ودول الغرب للعلاج بالحجامة.
رد الدكتور أمير محمد صالح على سؤال مفاده ماذا تقول للذين يهاجمون هذا النوع من العلاج؟..: “أقول لهم اقرءوا واطلعوا فلسنا متحيزين للسنة وإنما هي مسألة علمية بحتة والغرب الآن يلهث وراءها ويعرف قيمتها.. فلماذا هذا التشكيك؟!.. وعموماً يمكن الرجوع إلى عدة مواقع على الإنترنت لمعرفة الأعداد الهائلة للعيادات الطبية الموجودة في أمريكا ودول الغرب للعلاج بالحجامة.
[1] ملخص مقالة بعنوان (الحجامة.. علاج نبوي في أمريكا) في مجلة المسلم الصغير والشباب، العدد رقم (148) إبريل 2002م.