باختصار شديد للقارئ العربي الذي لن يقرأ (للأسف..!.) الكلام الموضح في الأسفل، عشبة بن علي اليمني ما هي الا خدعة كبيرة، قامت في البداية القنوات الفضائية التجارية بالترويج لها ولحق بها ضِعاف الانفس مستغلين المرضى وأصحاب الحاجة..
ظهرت في الآونة الأخيرة عشبة زَعَمَ مروجوها بأنها تعالج العقم وتزيد من الخصوبة لدى الرجال والنساء معاً..!. سُميت هذه العشبة “عشبة بن علي اليمني” وأصبحت الشغل الشاغل للعديد من المبتلين بالعقم وغيرهم، فهي (كما زعم مروجوها) تعيد فتح باب الأمل واسعاً وتعالج الضرر مهما كان عند الجنسين..!. وبعد موجة الاتصالات والرسائل التي وردت لموقع العلاج وللدكتور سليم الأغبري من المستفسرين أو طالبين العشبة رأينا -نحن في مركز العلاج الأكاديمي التطبيقي– أن نضع بين أيدي الجميع الحقيقة بكل مصداقية ومهنية وبتتابع زمني دقيق فيما يلي من الاسطر.
بداية ظهور عشبة بن علي اليمني:
أول ظهور لهذه العشبة كان على شاشة بعض القنوات الفضائية التجارية المصرية وغيرها في منتصف العام 2012م. تقريباً، حيث تم التروج لهذه العشبة ولأفعالها السحرية من خلال إعلانات مطولة، ثم ما لبث أن انتقلت الحمى للإنترنت واختلط الحابل بالنابل من خلال العديد من المواقع والمنتديات الالكترونية التي تسوق لعشبة بن علي اليمني أو أعشاب بن علي اليمني من خلال أفراد أو مؤسسات تجارية غير معروفة تقوم ببيع وإرسال هذه العشبة للراغبين بها، كذلك ظهرت العديد من الصفحات الالكترونية التي يستفسر أصحابها عن هذه العشبة وعن فوائدها وأماكن توفرها وبيعها، وشيئاً فشيئاً ظهرت هذه العشبة المُلفقة في معظم الأسواق العربية عند العطارين وغيرهم..
من خلال ما سبق قام الدكتور سليم الأغبري وهو من المتخصصين في مجال الأعشاب والنباتات الطبية ويتابع هذا الموضوع عن قرب منذ بدايته؛ قام بالبحث والتحري عن هذه العشبة الغير المعروفة وخرج لكم بما يلي:
– لا يوجد عطار أو أي شخص ذو خبرة في الأعشاب الطبية في اليمن أو غير اليمن يعرف عشبة بهذا الاسم نهائيا وزيادة في الحرص قمنا بالبحث في أغلب الكتب الطبية القديمة مثل كتاب القانون لابن سينا وكتاب الحاوي للرازي وكتاب المعتمد في الأدوية المفردة للملك المظفر الرسولي وكتاب تسهيل المنافع لإبراهيم أبو بكر الأزرق وغيرها من الكتب والمراجع القديمة التي لم يرد فيها ذكر لمثل هذه العشبة بتاتاً..
– من خلال إعلان على القنوات الفضائية وفيديو ترويجي على اليوتيوب مسجل من إحدى هذه القنوات يظهر مغلف كرتوني يحتوي على أوراق العشبة وكتب في أعلاه بخط كبير وبلون ذهبي “عشبة بن علي اليمني” وفي جانب المغلف وأسفله مكتوب بخط صغير: “مجموعة أعشاب مخلوطة تعمل على زيادة الإخصاب لدى الرجال والنساء” وفي هذا تناقض كبير حيث يتم الترويج لعشبة بكلمة مفردة هي عشبة بينما يشار على المغلف بأن المحتويات هي مجموعة من الأعشاب!.. وبالطبع لم يذكر على المغلف ماهية هذه الأعشاب المعجزة..!.
– كذلك يصور هذا الفيديو قصة مفبركة تزعم وجود قبيلة يمنية تسمى “قبيلة ابن علي اليمني” اشتهرت بكثرة عددها وزيادة الإخصاب بسبب وجود هذا السر وهذه العشبة لديهم وتناولهم منها، وهنا نشير لهذه المغالطة الكبيرة حيث لا وجود لقبيلة يمنية تسمى قبيلة بن علي اشتهرت بكثرة عددها وزيادة الإخصاب بين أفرادها حتى بعد البحث الطويل في كتب الأنساب والقبائل والمآثر والسؤال عند أهل الخبرة والاختصاص بهذه المسائل.
– من خلال فحص هذه العشبة التي أصبحت متوفرة (ورائجة..!.) في الأسواق وأيضاً من خلال الصور المختلفة المرفقة مع بعض هذه الإعلانات على صفحات الانترنت تظهر صورة أوراق لعشبة هي في الواقع عشبة “الشيح” المعروفة، كذلك العديد من المواقع الالكترونية تعرض صورة لهذه العشبة المزعومة بعد فحصها تبين أنها في الحقيقة ليست عشبة واحدة بل خليط من ثلاثة أعشاب هي: البردقوش، الشيح والمرمية..
في الختام ينصح الدكتور سليم الأغبري الجميع بعدم الإنجرار وراء مثل هذه الإعلانات التجارية التي يكون هدفها المتاجرة بآلام المرضى بدون أي تفكير في العواقب، كذلك يدعو الدكتور سليم الجهات المعنية والمسئولة إلى القيام بدورها من خلال متابعة هؤلاء الذين يستخدمون طرق وأساليب ملتفة للتحايل على المرضى مستغلين اليأس والحاجة والجهل.
دمتم سالمين عافانا الله وإياكم من كل داء،،،
___________________
*حررت يوم الأربعاء 31 اكتوبر 2012م.