عرف العرب الحلبة منذ القدم، وقد جاء في (قاموس الغذاء والتداوي بالنبات) أن الأطباء العرب كانوا ينصحون بطبخ الحلبة بالماء لتليين الحلق والصدر والبطن ولتسكين السعال وعسر النفس والربو، والحلبة تستعمل على نطاق واسع في جميع انحاء العالم كمغذية وكدواء في نفس الوقت، ونظرا لفوائدها العديدة فقد قال فيها الأطباء “لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهبا”.. فيما يلي من اسطر على هذه الصفحة من موقع العلاج يقدم الدكتور سليم الأغبري معلومات دقيقة عن الحلبة.
محتويات المقال
اسماء النبات
الحلبة (بالإنجليزية: Fenugreek) جاءت تسميتها من “حلبا” وهو من أصل هيروغليفي، ولها اسماء أخرى مثل فريكه ودرجراج وقزيفه وحمايت ومَزيقة وحياجة، وهي من الفصيلة البقولية.
الاسم العلمي: Trigonella foenum-graecum
وصف النبات
الحلبة نبات عشبي حولي صغير، يتراوح ارتفاعها ما بين 20 إلى 60 سنتيمترا، لها ساق جوفاء تتفرع منها سيقان صغيرة تحمل كل منها في نهايتها ثلاث أوراق مسننة طويلة، ومن قاعدة ساق الأوراق تظهر الأزهار الصفراء الصغيرة التي تتحول إلى ثمار على شكل قرون معكوفة طول كل قرن نحو عشرة سنتيمترات، وتحتوي على بذور تشبه إلى حد ما في شكلها الكلية، وهي ذات لون أصفر يميل إلى الأخضر، ويوجد نوعان من الحلبة؛ الحلبة البلدية العادية ذات اللون المصفر والحلبة الحمراء والمعروفة بحلبة الخيل، وهما يختلفان اختلافا كثيرا.
الجزء المستخدم من النبات: الأوراق والعروق الغضة تستخدم في الغذاء، أما البذور فهي التي تستخدم طبيا في الغالب.
موطن النبات والزراعة
موطنها الأصلي بلاد الهند وبعض بلاد آسيا وخاصة اليمن، وعرفت فى مصر وحوض البحر الأبيض المتوسط من قديم الزمان، وهي تزرع حاليا في أغلب مناطق العالم.
الحلبة في اليمن
تستخدم الحلبة في اليمن كغذاء كما تستخدم في العلاج، ولهذا تتوافر الأسواق بشكل كبير ويستعملها العديد من الناس ويكاد لا يخلو منها بيت، تعتبر الحلبة من أهم محاصيل البقوليات وتُزرع في الكثير من المحافظات اليمنية مثل الجوف وعمران وحجة وذمار، وفي الفترة 2008 – 2012م. جاء محصول الحلبة في المرتبة الثالثة من حيث المساحة المزروعة سنويا بأنواع البقوليات المختلفة، وتشتهر بذور الحلبة اليمني بجودتها وقيمتها الغذائية وخصائصها العلاجية، وتتميز بحجم أصغر وبلون مائل إلى الأخضر.
مكونات الحلبة
تحتوي الحلبة على زيت طيار وعلى كمية كبيرة من البروتين (27%) ومواد دهنية ونشا، كما تحتوي على معادن مثل الفوسفور، كما تعتبر الحلبة مصدرا مهما لمادة السبوجنين.
ما قيل عن الحلبة قديماً
– لقد سجلت بردية إيبرز المصرية التي يرجع تاريخها إلى 1500 سنة قبل الميلاد وصفة لعلاج الحروق بالحلبة، وكانت الحلبة تستخدم في مصر القديمة للحث على الولادة.
– واعتبر أبقراط الحلبة عشبة ملطفة قيمة، وأوصى العالم دسقوريدس بالحلبة كدواء لكل أنواع المشكلات النسائية بما في ذلك التهاب الرحم والتهاب المهبل والفرج.
– في الطب النبوي لإبن القيم روي ان الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم زار سعد بن أبي وقاص وهو مريض، فقال ادعو له طبيبا فدعي “الحارث بن كلدة” فوصف له الحلبة مع تمر عجوة فشفي، وذكر عن النبي قوله: “استشفوا بالحلبة”.
– يقول داود الانطاكي في كتابه “تذكرة أولي الألباب و الجامع للعجب العجاب”: الحلبة تعمل على تلين وتحليل سائر الصلابات والأورام ومتى طبخت بالتمر والتين وعقد ماؤها بالعسل أذهبت أوجاع الصدر المزمنة وقروحه والسعال والربو وضيق التنفس، ومتى طبخت مفردة وشربت مع العسل حللت الرياح والمغص وبقايا الدم المتخلف من النفاس والحيض، وإذا نقعت في ماء الورد وقطرت في العين نفعت من الدمعة والسلاق والحمرة وبقايا الرمد.
استخدامات وفوائد
البذور المستنبتة والأوراق الخضراء لنبات الحلبة يؤكل أو يضاف للسلطات نظراً لاحتوائه على بروتينات وفيتامينات ومعادن مهمة لتقوية الجسم والدم.
– يستعمل مغلي بذور الحلبة لعلاج عسر البول والطمث والإسهال.
– يستعمل مشروب مغلي بذور الحلبة لعلاج أوجاع الصدر وبالاخص الربو والسعال بمعدل ملء ملعقة من البذور حيث تغلى لمدة 10دقائق مع ملء كوب ماء وتشرب مرة واحدة في اليوم.
– يستعمل مسحوق بذور الحلبة على هيئة سفوف بمعدل ملء ملعقة متوسطة قبل الأكل بمعدل ثلاث مرات يوميا لتخفيض نسبة سكر الدم.
– تستخدم الحلبة كمنشطة للطمث عند الفتيات في سن البلوغ.
– بذور الحلبة مشهية ومقوية للمعدة وتسهل عملية الهضم إذا أخذ منقوعها قبل الأكل مباشرة.
– إذا أخذ مقدار كوب من نقيع الحلبة على الريق فإنه يقتل الديدان المعوية بمختلف أنواعها.
– زيت الحلبة ظهر من التجارب العملية انه إذا أعطي للمرضع 20 نقطة ثلاث مرات يوميا فإن حليبها يتضاعف ويزداد حجم الأثداء وتنفتح شهيتها للأكل.
– الحلبة تسكن سعال المصاب بالدرن.
– مغلي بذور الحلبة يستخدم شعبيا لتسهيل الولادة المتعسرة.
– تعالج الحلبة وزيتها الالتهابات الموضعية والحروق والقروح.
الأبحاث والدراسات
تناولت دراسات اكلينكية تأثير الحلبة على مرض السكري والكوليسترول، واثبتت الدراسات انخفاضاً مميزاً لكل من سكر الدم والكوليسترول، كما قامت دراسة على خلاصة بذور الحلبة من أجل تسهيل الولادة وقد كانت النتائج جيدة جداً وايجابية، كما تمت دراسة علمية على تأثير الحلبة على السرطان الخاص بالكبد في حيوانات التجارب وكانت النتيجة هبوطاً كبيراً لسرطان الكبد، وأخيرا قامت شركة فرنسية بتحضير شراب سائغ من الحلبة تحت اسم “بيوتريكون” لعلاج النحافة وفتح الشهية.
طريقة استخدام بذور الحلبة
يمكن تناول بذور الحلبة على هيئة سفوف بعد طحنها، كما تستخدم بذور الحلبة منقوعة أو مغلية، ويمكن أخذ ملء ملعقة كبيرة من مسحوق الحلبة ووضعها في ملء كوب ماء مغلي وتركها لمدة 10 دقائق ثم تصفى ويؤخذ من هذا المحلول ملعقة واحدة كبيرة ثلاث إلى أربع مرات في اليوم.
محظورات الاستخدام
لا يجب استخدام الحلبة للمرأة الحامل حيث انها تنشط الرحم.