كثيراً ما أُقابل بسؤال من الأشخاص المقبلين على الحجامة أو المستفسرين عنها، فيسألون عن التبرع بالدم وهل يعطي نفس النتائج المرجوة من عملية الحجامة؟.. أو هل يغني التبرع بالدم عن الحجامة؟.. هذي الأسئلة شغلت كثيراً من الناس ولأهمية السؤال والمساحة التي يشغلها أحببتُ أن افرد بعض الكلام عنها ومن ثم سآتي لمقارنات مخبرية بين دم الحجامة وبين الدم الوريدي حتى نكون دقيقين بشكل علمي أكثر.
التبرع بالدم ينتمي إلى ما يشبه عملية (الفصد) وليس الحجامة، والفصد عملية قديمة عرفها العرب وغيرهم من الحضارات القديمة وتعتمد على قطع وعاء دموي معين وإستفراغ ما به من دم لفترة معينة والفصد في الأوردة المختلفة يفيد كل منها في أمراض خاصة, ومن الأمراض المشهورة التي كان يتم علاجها بالفصد مرض ارتفاع ضغط الدم.. ولأن التبرع بالدم يؤدى إلى التخلص من بعض مكونات الدم بكميات معينة في وقت قصير ويتم ذلك من خلال وريد دموي وليس من خلال مسام الجلد، لذلك فأننا لا نستفيد منه في تنبيه أماكن معينة في الجلد كما في الحجامة.
كتب محمد سعيد من مؤسسة أبحاث الحجامة الإيرانية: قد يتنطع جاهل أو مغرض ليقول أليس التبرع بالدم ما يماثل الحجامة التي أوصى الرسول e بها؟.. وللرد على مثل هؤلاء نقول:
1- لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصرف أحاديث الرسول e إلى غير ما يقصد به.. فالتبرع بالدم ومع أنه محمود في حد ذاته كعمل إنساني فانه لا يشابه الحجامة في أي وجه من الوجوه.
2- إن التبرع بالدم أشبه ما يكون بعملية الفصد والتي كانت معروفة في أيام رسول الله وقد مارسها الصحابة رضي الله عنهم ولها آدابها وشروطها الخاصة بها ولا ترتقي بأي حال من الأحوال إلى عملية الحجامة.
3- إن عملية التبرع بالدم لا تؤدي الفوائد الوقائية والعلاجية للحجامة بل قد يكون الأمر عكس ذلك في بعض الأحيان.