تعد الأطيان العلاجية أساس المكامن أو الثروات الطبيعية، وبشكل عام فأن التأثير العلاجي للأطيان واضح بفضل خواصها الفيزيائية وتركيبها العضوي والمعدني واحتوائها على مواد وعناصر بيولوجية فعالة مثل اوكسيدات الحديد والنحاس والألمنيوم والكوبالت وأحماض امينية وهيدرات الكربون وكبريتيد الهيدروجين والنتروجين، وكذلك مشابهات هرمونات ومشابهات مضادات حيوية ومشابهات الفيتامينات، لذلك فأن الأطيان العلاجية تملك صفات مضادات الجراثيم.
يمكن تقسيم الأطيان العلاجية إلى أربعة أصناف رئيسية اعتماداً على خواصها الكيميائية والفيزيائية، فهناك الأطيان الغرينية السولفيدية، وأطيان الترسبات القاعية لمسطحات المياه العذبة، وهناك الأطيان الخثية (الخث هو الفحم النباتي)، وكذلك الأطيان البركانية، وتختلف هذه الأطيان فيما بينها بالرائحة والكثافة ودرجة الحرارة، ومحتويات الطين من المواد العضوية، فالطين الغريني السولفيدي يحتوي حتى (28%) من المواد العضوية، أما طين الترسبات القاعية لمسطحات المياه العذبة فيحتوي على مواد عضوية تقارب (40%)، والطين الخثي يملك ما يقارب (50%) مواد عضوية، أما الطين البركاني فلا يوجد به مواد عضوية.
■ الأطيان الخثية: إن الأطيان العلاجية الخثية عبارة عن ترسبات المستنقعات وهي ذات مرونة وتسرع، لذلك تحسن فاعلية الخمائر وعملية الإعادة لها، وتملك تأثير مضاد للالتهابات.
■ أطيان الترسبات القاعية لمسطحات المياه العذبة: الأطيان العلاجية من الترسبات القاعية هي أطيان أكثر سيولة تحتوي على ترسبات عضوية ومعدنية، لا يوجد في تركيبتها كبريتيد الهيدروجين (غاز المستنقعات)، والقيمة العلاجية لأطيان الترسبات القاعية يتمثل في وجود خاصية الحفاظ على الرطوبة والتركيب الميكانيكي الرقيق (ملمسها ناعم بدون تكتلات).
■ الأطيان البركانية: الأطيان العلاجية البركانية تختلف عن أنواع الطين الأخرى بعضويات ذات خصوصية (فهي نفطية المنشأ)، ووجود عناصر علاجية فعالة مثل اليود والبروم وتستعمل بكميات معينة كعامل علاجي مهم أو إضافي مساعد للعديد من الأمراض خصوصاً العصبية.
■ الأطيان الغرينية السولفيدية: هي الترسبات القاعية لمسطحات المياه المالحة وهي فقيرة محتوى المواد المعدنية ولكنها غنية بمحتوى سولفيدات الحديد والأملاح المذابة في الماء، وأكثر من الخثية والبركانية، واستناداً إلى مكان استخراج هذه الأطيان تقسم إلى 3 أنواع:
● القارية: مثل أطيان بحيرة (تامبوكان) في روسيا، وهناك بحيرات في اليمن وعمان تحمل مثل هذه الأطيان العلاجية ولكنها غير مستغلة.
● أطيان الخلجان البحرية والبحيرات القريبة من البحر: وتنتشر الكثير منها ويقام قريب لها مصحات كبيرة مثل مصح (إنابة) في روسيا ومصح (القرم) في أوكرانيا، وفي اليمن هناك بحيرات لا زالت بكر ولم يقم حولها مثل هذه المشاريع الصحية العلاجية والسياحية، فهناك مثلاً بحيرة (شوران) في محافظة شبوة على ساحل بحر العرب، وفي هذه البحيرة أطيان علاجية ذات خصائص طبية علاجية رهيبة لكنها لم تستغل بعد.
● أطيان البحيرات الحاوية على ينابيع: مثل (ستارايا) في روسيا وأوكرانيا، وأيضاً يوجد في اليمن العديد من الينابيع الحارة التي تملك خصائص علاجية ويزورها الكثير من المرضى والأصحاء طالبين فوائدها الصحية العديدة.