محتويات المقال
مقدمة
الاثمد حجر يؤتى به من محاجر في الجبال في بعض المناطق أشهرها اصفهان والجزيرة العربية في اليمن وجبال عسير، ويُقال أن المقصود بالإثمد ما كان يضرب إلى الحمرة دوه غيره وقيل غير ذلك، ذكره الرسول صل الله عليه وسلم وقديما جاء ذكره واستخدامه كعلاج في كثير من كتب قدامى العرب وارتبط أسمه بقصة زرقاء اليمامة التي اشتهرت بحدة بصرها ولها قصة معبرة مع الإكتحال بالإثمد كما ورد في القصص والأثار.
الإثمد في القدم
ذكر الإثمد في كتب الأطباء منذ القدم ومما قيل فيه بتصرف: “الأثمد بارد في الأولى يابس في الثانية وهو أشد تجفيفاً من الزاج الأحمر، يقبض ويجفف بلا لذع ويقطع النزوف، ينفع القروح ويذهب باللحوم الزائدة ويدمل ويوضع مع شحم طري على الحرق فلا يتقرح وإن تقرح أدمله إذا خلط بشمع وأسفيداج، يمنع الرعاف الدماغي الذي يكون من حجب الدماغ، يحفظ صحة العين ويذهب وسخ قروحها، إذا احتمل نفع من نزف الرحم.
فوائد الإثمد
يؤكد الدكتور حسن هويدي أن جلاء البصر بالإثمد إنما بتأثيره على زمر جرثومية متعددة، وبذلك يحفظ العين وصحتها، إذ أن آفات العين التهابية جرثومية، وعندما تسلم الملتحمة من الاحتقان يمكن أن يكون البصر جيداً. ويقول أن إنباته للشعر ثابت علمياً، إذ أن من خصائص الإثمد الدوائية تأثيره على البشرة والأدمة فينبه جذر الشعرة ويكون عاملاً في نموها، لذا يستعملون مركباته (طرطرات الإثمد والبوتاسيوم) لمعالجة بعض السعفات والصلع، تطبق على شكل مرهم بنسبة 2 _ 3 %. وهذه الفائدة في إنبات الشعر تنفع العين أيضاً لأنها تساعد على نمو الأهداب التي تحفظ العين وتزيد جمالها.
هدي النبي محمد صل الله عليه وسلم في الإكتحال
اكتحل نبينا الكريم وأمر بالاكتحال، وورد في سنته صلوات الله عليه الاكتحال بنوع معين من الأحجار التي يكتحل بها؛ وهو الإثمد، وفى سنن ابن ماجة وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ” كانت للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل منها ثلاثا في كل عين “. وفى الترمذي، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اكتحل: يجعل في اليمنى ثلاثا، يبتدئ بها ويختم بها، وفى اليسرى ثنتين”.
طريقة طحن كحل الإثمد
من أمهات كتب الطب القديم ومن خبرات القدماء المتناقلة والتي حفظت في الكثير من مناطق اليمن وغيرها في الجزيرة العربية، القيام بنقع احجار الإثمد ثلاثة ايام قبل طحنها وهناك من ذكر أيضا وضعها على الجمر لتتكسر ثم تنقع في الماء ثم بعد ذلك يتم تكسير حجارة الإثمد إلى قطع اصغر باستخدام المدق أو النجر (الهاون) ليسهُل طحنه بعد ذلك بالطحانة الكهربائية، ثم يطحن ناعماً وينخل (يُغربل) باستخدام مصفاة دقيقة وكان قديما يصفى أو يغربل باستخدام القماش وهي عملية متعبة في جهدها ووقتها لكن نتيجتها باهرة في الحصول على بودرة أو غبار الإثمد وبالتالي ضمان افضل نتائج، وأخيراً يعبئ هذا المطحون من الإثمد في عبوات مناسبة للاستخدام أو الاكتحال.
إعداد وتحرير/ دكتور سليم طلال الأغبري