العلاج السلوكي
وهو غاية في الأهمية، ويستخدم لعلاج سلوك معين في الطفل المصاب مثل تحسين الأداء في المدرسة، أو تعليم الآداب الاجتماعية حيث يوضع برنامج خاص للطفل ينفذ في البيت بالتعاون مع الأهل، وكذلك في المدرسة بالتعاون مع المعلم كما سأفصل وأبين لاحقاً في دور المدرسة.. ويعتمد العلاج السلوكي على نظام التعزيز للتصرفات الجيدة، وهو جداً فعال كما أسلفنا إذا نفذ بطريقة صحيحة. للمزيد عن العلاج السلوكي أقرأ..
العلاج الدوائي
يكون اضطرارياً في حالات عدم الاستجابة من الطفل أو البطء الشديد، وعادة يبدأ العلاج بالأدوية والعقاقير عندما يتجاوز عمر الطفل ست سنوات.. وتحدّ الأدوية من النشاط المفرط والعدوانية وتساعد الطفل على الهدوء وبالتالي زيادة التركيز، وأنا لا أنصح الآباء بهذه الأدوية أبداً، فكما أظهرت أخر الدراسات أن الأدوية قد تساعد الطفل (في الغالب مؤقتاً) على العودة لممارسة حياته الطبيعية لكنها –وكما أشارت الدراسة- تسبب له آثار جانبية ليس أولها الأرق وفقدان الشهية وبطبيعة الحال ليس أخرها الصداع والعصبية.
الأدوية المعروفة باسم (psychostimulants) أو المنبهات هي الأكثر شيوعاً وهي توصف للتخفيف من أعراض الاضطراب في الأطفال والبالغين وتشمل هذه الأدوية المنبهات وأيضاً مضادات الاكتئاب التي تستخدم في الأغلب للبالغين والأطفال الذين لا يستجيبون للمنبهات، هذه الأدوية متوفرة على هيئة مركبات قصيرة المدى حيث يستغرق مفعولها أربع ساعات وأخرى طويلة المفعول حيث يستمر عملها من ست ساعات إلى اثنتي عشرة ساعة ورغم أن العلماء لا يفهمون لماذا بالضبط هذه العقاقير تساعد في التخلص من بعض الأعراض.
ظهرت أدوية كثيرة لمحاولة علاج الاضطراب أو حتى التخفيف من أعراضه.. ولعل أشهر الأدوية الكيماوية المنبهة والمنشطة والتي ظهرت في الآونة الأخيرة دواء “الريتالين Ritalin” واسمه العلمي “ميثايل فينديت Methylphenidate”.. الذي يهدئ (ولا يعالج) اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن طريق تقليل الحركة الزائدة ورفع مستوى الأداء العقلي لزيادة التركيز وكبح تشتت الانتباه.. ورغم أن هذا الدواء يستخدم بشكل واسع، لكنه كذلك لديه آثار جانبية كنقص الوزن وفي بعض الأطفال تسبب بحدوث تشنجات وقد يدمن عليه الطفل.
• الغذاء:
الدراسات والأبحاث العلمية لا تحذر كثيراً من السكر والمحليات الصناعية وكذلك الصبغات (الألوان الصناعية).. وعلى الرغم من عدم وجود إثبات قاطع أو دليل علمي ملموس (خصوصاً للأطفال دون سن السادسة)، إلا أنه قد يكون من المفيد جداً تجنب الأغذية المحتوية عليها.. السبب في هذا لأنه توجد علاقة شبة واضحة بين أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وبين الغذاء الذي يتناوله الطفل. للمزيد عن علاقة الغذاء ودوره كعلاج..
العسل وأهميته للمصابين بـ (ADHD):
نظراً لأهمية العسل بالنسبة للمصابين بالاضطراب فأني كنت قد فكرت وصممت بتخصيص جزء كبير من موضوع العلاج الغذائي، خصصته بالحديث باستفاضة عن العسل ودوره وتأثيره على الأطفال المصابين بالاضطراب.. ومن خلال حديثي مع أولياء أمور أطفال مصابين بالاضطراب وجدت منهم رضى وراحة من خلال استخدامهم للعسل حتى أن احدهم قال لي قاطعاً بأن طفله تعالج من الاضطراب بنسبة تتجاوز التسعين بالمائة. المزيد عن أهمية العسل..
• العلاج الإسلامي:
لأننا مسلمين فيجب علينا اليقين والإيمان بدور وتأثير القرآن الكريم والسنة النبوية ولا يجب إغفال أهميتهما أبداً.. وكم من حالات رأيت فيها الأطفال يستفيدون بمجرد قراءة القرآن عليهم أو استخدام الرقية الشرعية. الرقية الشرعية في قسم العلاج بالقرآن..
• العلاج بالأعشاب الطبية:
لان تخصصي وخبرتي الأساسية في الأعشاب الطبية.. كان واجباً عليّ التطرق لموضوع علاج (أو حتى تخفيف) اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكني وبالفعل وجدت نفسي أمام فراغ رهيب بهذا الجانب كونه لا يوجد تقريباً إشارة ولو من بعيد للاضطراب في أي من أمهات كتب الأعشاب الطبية العربية القديمة.. وكان أمامي جهد متعب ومضني في البحث والقراءة والتنقيب سواء في الكتب القديمة الأجنبية أو العربية وكذلك في الكتب والأبحاث الأخيرة..
وخلال بحثي وفقني الله أن وجدت عالم يوناني أسمه “ديسقوريدس Disokurides” حيث أشار لنبات يدعى “شقائق النعمان”، وقد استخدمت لأغراض عديدة في طب الأعشاب الأوروبي منذ وقت طويل وقال عنها: ” إذا دقت جذورها واخرج ماؤها واستعط به نقى الرأس..” في توضيح منه أن شقائق النعمان يهدئ ويكبح النشاطات الزائدة في الدماغ.. ونبات شقائق النعمان تعرف علمياً باسم (Papaven thoeos) وهي نبات حولي ذات ساق نحيل مغطى بشعر يصل ارتفاعه إلى حوالي المتر.. له أوراق قاعدية مميزة مغمدة للساق (تلتف على الساق) ومحززة وأزهار حمراء رباعية البتلات ملفتة للعيان.. ويسمى في الشام كثيرة أشهرها “الدحنون أو الحنون”.. والجزء المستعمل منها عادتاً الأزهار والأوراق.. وقد أدرجت في دستور الأدوية البريطانية لعام 1949م.
كذلك أشار ابن البيطار في جامعه لشقائق النعمان وقال بأن: “عصارته تنقي الدماغ من المنخرين..”.
واستكمالاً لجزئية شقائق النعمان فأنه حديثاً وجد أن العُشبة تستخدم في علاج الأرق والعصبية الطارئة كما تساعد في خفض فرط الحركة والنشاط عند الأطفال، ويجب التركيز على كلمة خفض فالأبحاث والدراسات الحديثة لم تـُثبت حتى الآن أن شقائق النعمان تعالج الاضطراب وأنا قمت بتجريبها وتدوين نتائج استخدمها واستطيع القول بأنها أفضل بكثير من دواء “الريتالين” ذائع الصيت. المزيد عن شقائق النعمان..
دراسة ونتائج مبشرة:
يجب أن ابشر كل من يهمه موضوع هذا الاضطراب بأننا انتهينا من إعداد دراسة موسعة تحت الشروط العلمية والأكاديمية، مستخدمين طريقة دراسة الحالة أو ما نسميه بالانجليزية (Case Study) والتي تقوم على البحث والتقصي وتسجيل نتائج اختبارات وتحاليل أجريت كلها على عُشبتين بريتين من النباتات الطبية القديمة واكتشفنا فيهما قدرة علاجية مبشرة جداً، بدون ظهور أي أعراض أو آثار جانبية خطيرة أو تثير القلق.. ولمن يرغب بهذا العلاج سنحاول شرح الطريقة العلاجية أو توفيرها وأرسالها لمن أراد ذلك.
• العلاج التعليمي:
أولاً بتوجيه الوالدين لكيفية التعامل مع الطفل وفهم طبيعة المرض وثانياً بعمل برنامج يخدم حاجات الطفل في المدرسة ضمن قدراته أو إدخاله مدرسه تحوي فصولاً للتعليم الخاص.
دور المدرسة في العلاج:
المدرسة لها أهمية ودور وتأثير قوي وفعال في مساعدة الطفل، وكما قلت في مقدمة الموضوع بأنه قد تكون المدرسة والمعلم على وجه التخصيص أول من يلاحظ ويكتشف الاضطراب ويقوم بتحويل الطفل إلى المختص النفسي أو طبيب الأطفال بعد التحدث مع الأهل.. لذا فمعرفة المعلم باضطراب الطفل غاية في الأهمية.. حيث رد ة فعله وتعامله مع الطفل سيختلف بكل تأكيد عند معرفة سبب هذا السلوك، وعندها سيناط به دور كبير في تغير مسار هذا الطفل الذي يواجه صعوبات تختلف عن أقرانه من الأطفال الطبيعيين، ويجب على المعلم أن يدرك أنه يُعتبر الأساس في خطة العلاج، ولأن رسالة المعلم دائماً وأبداً عظيمة وراقية.. فبكل تأكيد سيضاف له دور إنساني رائع بكل معنى الكلمة، وعندما يقوم به ويتفهمه ويتعلم خطة العلاج السلوكي بالمساعدة مع الأهل.. سنستطيع بسهولة وسرعة التعجيل بعلاج الطفل المصاب بالاضطراب والاستغناء عن العلاج بالأدوية الكيماوية نهائياً.