ضغط الدم يسرق حياة الإنسان القاتل الصامت.. هو الأسم الآخر لارتفاع ضغط الدم؛ وذلك لأنه لا يوحي بأية عوارض مميزة، ويمكن أن تصاب به لسنوات دون أن تعلم، فحوالي 90% من حالات الإصابة تكون دون سبب واضح؛ ويقتحم هذا المرض حياة ضحاياه دون سابق إنذار ويتم اكتشاف الإصابة به صدفة في أغلب الأحيان، وهو يصيب واحد من بين كل خمسة بالغين.
وتزداد حالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع ازدياد وطأة الحياة، لا سيما مع حياتنا العصرية التي لا تكاد تخلو من القلق والتوتر وقلة النشاط البدني وأنماط الحياة غير الصحية؛ ابتداءً من الازدحام السكاني ومشاكل النقل إلى سوء التغذية وتلوث البيئة.
محتويات المقال
أسباب ارتفاع ضغط الدم
هناك بعض العوامل التي تسهم بزيادة احتمالية الإصابة به منها:
- عوامل وراثية: حيث ثبت أن العائلات التي يكون فيها أحد الوالدين مصابا بارتفاع ضغط الدم، يصاب طفل من بين كل أربعة أطفال بارتفاع ضغط الدم.. أما إذا كان كلا الوالدين مصابين بالضغط فإن احتمالية إصابة الأبناء هي طفل من بين أثنين.
- البدانة والخمول: حيث لوحظ أن الأشخاص ذوي الأوزان الزائدة معرضون للإصابة بالضغط أكثر من غيرهم، وأنهم عندما ينقصون أوزانهم تتحسن حالتهم بدرجات متفاوتة.
- تقدم السن: حيث يزيد الضغط مع تقدم السن، وقد يكون السبب إلى جانب أسباب أخرى، انخفاض مرونة الشرايين مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بصفة خاصة.
- التوتر والقلق: حيث تلعب شخصية الفرد وطبيعة عمله دوراً هاماً في قابليته للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتزيد هذه القابلية إذا كان الشخص كثير التوتر والعصبية، وإذا كانت مهنته تتطلب منه جهداً فكرياً كبيراً، أو تلقي عليه قدراً عالياً من الأعباء.
- الإفراط في تناول ملح الطعام: فمن المعروف أن الملح موجود في أجهزة الجسم، وهو يحافظ على وجود الماء في الجسم فالإفراط في تناول الملح يؤدي إلى كبر حجم السائل الذي يجب ضخه في أنحاء الجسم، وقد لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح كاليابانيين وسكان كوريا الجنوبية ينتشر بينهم المرض أكثر من غيرهم من الشعوب.
- الإدمان على الكحول أو التدخين: فمن الثابت أن إدمان الكحول يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم باعتباره مسبباً رئيسياً لأمراض القلب والشرايين، والجلطات.
- حبوب منع الحمل (أقراص منع الحمل المركبة): فهي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون اللذين يسببان ارتفاعاً طفيفاً في ضغط الدم وقد يسبب أحياناً ارتفاعاً شديداً في ضغط الدم لبعض النساء.
أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم
لا يشعر أغلب مرضى ارتفاع ضغط الدم بأية أعراض، ولكن من الممكن ظهور أعراض ناتجة عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأعراض:
- عدم اتزان وصداع.
- نزيف أنفي.
- ألم في مؤخرة الرأس عند الاستيقاظ في الصباح.
- ألم في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- اختلال في الوعي والتركيز.
- ضعف في الأطراف.
- تشنجات.
- زغللة وضعف في البصر.
أما الأعراض والعلامات الأخرى، تكون ناتجة عموماً عن مضاعفات أو حالات أخرى تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتتضمن:
- تعرق زائد.
- تشنج العضلات.
- ضعف عام.
- تبول بشكل متكرر.
- خفقان القلب بسرعة.
آثار ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى مشاكل صحية خطيرة ترتفع حدتها إذا لم تتم معالجته بالشكل المناسب، وتختلف هذه الآثار والمضاعفات من شخص لآخر بالاعتماد على أربعة عوامل خطر رئيسية لا يمكن السيطرة عليها هي:
- العمر: حيث تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم السن.
- العرق: فالزنوج هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من البيض.
- الجنس: ففي مرحلة الشباب ومنتصف العمر يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، والعكس فيما بعد الستين.
- التاريخ المرضي للعائلة: فقد ينتج ارتفاع ضغط الدم عن عوامل وراثية.
وبشكل عام فإن لارتفاع ضغط الدم مضاعفات سلبية كبيرة على جميع أعضاء الجسم، إلا أن أكثر الأعضاء تأثراً هي القلب والكلى والدماغ على التفصيل التالي:
القلب: نتيجة للإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يحصل القلب على الكمية اللازمة من الدم والأكسجين مما قد يؤدي إلى انسداد الشريان التاجي والإصابة بنوبة قلبية، كما أن هذا النقص المزمن في تروية القلب قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان بالوفاة.
الدماغ: نتيجة لضيق الشرايين تقل تروية الدماغ بالدم مما يؤدي إلى نوبة تأتي على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ مؤثرة على وظائف الدماغ، ودخول المريض في غيبوبة.
الكلى: كما عرفنا، فإن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى نقص تروية الأعضاء بالدم، فنتيجة لنقص تروية الكلى تقل قابليتها للتخلص من الفضلات والسموم، وهذا ما يسمى بالقصور الكلوي الذي يترتب عليه تراكم المواد السامة في الدم.
للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم
يؤكد الدكتور أشرف عبد العزيز، أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان، إلى أن مرضى الضغط المرتفع يمكنهم الحفاظ على المعدل الطبيعى لضغط الدم من خلال الاهتمام بطرق الوقاية المتمثلة فى 8 خطوات:
- التوقف عن التدخين والابتعاد قدر المستطاع عن مخالطة المدخنين.
- ممارسة التمارين الرياضية يوميا إذا أمكن أو 4 مرات أسبوعياً على الأقل، بمعدل نصف ساعة يومياً مثل المشى والجرى الخفيف والسباحة.
- فى حالة كون المريض بديناً عليه إنقاص الوزن باتباع نظام غذائي تحت إشراف أخصائى التغذية، فقد أوضحت الدراسات أن هناك علاقة وطيدة بين السمنة وارتفاع ضغط الدم، ولقد وجد أنه كلما نقص الوزن قلت فرصة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما تبين أن الأشخاص الذين تتجمع عندهم الدهون فى الجزء العلوى من الجسم يكونون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم مقارنة بأولئك الذين تتجمع عندهم الدهون فى الجزء السفلي.
- الإقلال من إضافة الملح إلى الطعام ومن تناول الأغذية المملحة كالمخللات والأغذية الحريفة والبطاطس المقلية والجبن زائد الملح والمعلبات والشوربة المجففة والكاتشب، ويفضل الإقلال من تناول الملح بقدر الإمكان، حيث إن جسم الإنسان يحتاج إلى نصف جرام فقط من الملح يوميا على الأكثر، أى ما يعادل ربع ملعقة صغيرة، بينما تبين أن الاستهلاك اليومى العام للملح يفوق الأربعة جرامات، مما يساهم فى ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير.
- الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم والبوتاسيوم ومن الأغذية الغنية بالكالسيوم مثل اللبن ومنتجاته ويفضل قليل الدسم، وتناول الأسماك بشكل مناسب، أما البوتاسيوم فيوجد فى الموز وعصير البرتقال والمشمش والسبانخ والطماطم.
- الإقلال من تناول الدهون المشبعة والكوليسترول، وهى موجودة فى الأغذية الحيوانية كالزبد والجبن واللحوم الحمراء وصفار البيض والكبد.
- الإقلال من شرب القهوة والشاى قدر المستطاع.
- الابتعاد عن التوتر والضغوط النفسية.
السر في الأطعمة الطبيعية
بعيداً عن الأدوية والعقاقير، هناك وصفة طبيعية ينصح الأطباء بتناولها لخفض ضغط الدم تجنبا للأضرار المترتبة عليه.. على رأس تلك الوصفات شرب المياه… لأنه أولا وأخيرا يقي الإنسان من الجفاف وأمراض الكلى ويمنع الصدمات حول العينين والحبل الشوكى، هذا ما ذكره الباحث كريستوفر ماثياس، وذلك لأن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم المفاجئ يكون لديهم خلل في نظام الأعصاب الأوتوماتيكي الذي يتحكم في وظائف الجسم مثل، ضغط الدم ونبضات القلب والتعرق، لذا فالمياه هي أفضل السبل لخفض الضغط.
الكركديه.. من أهم وأفضل المشروبات التي تستعمل لتنظيم عملية ضغط الدم بالجسم، حيث ينصح الأطباء بتناول مغلى الكركديه “الساقع” لخفض ضغط الدم، ومغلى الكركديه “السخن” لرفع ضغط الدم، وقد تمكن بعض الصيادلة لشركة القاهرة للأدوية من استخلاص أدوية خافضة للضغط ومكافحة الميكروبات من أوراق وأزهار الكركديه.
أوراق الزيتون.. حيث أكد الأطباء فاعليته في خفض ضغط الدم المرتفع، والطريقة تتمثل في أن يؤخذ أربع ملاعق كبيرة من أوراق الزيتون الطازجة وتغسل جيدا ثم توضع في قدر ويضاف لها كوبان من الماء البارد ثم توضع على النار حتى درجة الغليان ثم يزاح من على النار ويغطى ويترك جانبا لمدة عشر دقائق ويصفى ويشرب المريض مقدار كوب بعد كل وجبة غذائية.
الكمثرى.. حيث ينصح خبراء التغذية أيضا مرضى ضغط الدم بتناولها، لأنها تساعد في التخفيف من ضغط الدم المرتفع لاحتوائها على الماغنيسيوم، كما تعد منظفا قويا للمعدة والأمعاء، كما أن قشرتها غنية بالاملاح المعدنية ويعتبر السكر الموجود بها لا يؤثر على المصابين بالسكري.
أما الجمعية الطبية الامريكية فقد كشفت في تحليل أجرته أن الأطعمة والمشروبات الغنية بالكاكاو تخفض ضغط الدم، بينما قد لا يؤدي احتساء الشاي الأخضر أو الأسود لذلك، مشيرة إلى أن انخفاض ضغط الدم بفضل الكاكاو يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والأزمات القلبية بنسبة تتراوح بين 10 و 20 في المئة.
وللأبحاث الطبية الأوربية رأى آخر، فقد أثبتت أن لب البطيخ بعد تحميصه بدون إضافة ملح وتناوله يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، مشيرة إلى أنه يحوى أيضاً العديد من الفيتامينات والمعادن.. كما تطرق البحث إلي بذور أخرى للفواكه، ومنها نوي المشمش الذي تتشابه فوائده مع فوائد اللوز لاحتوائه على دهون ومعادن وفيتامينات.
وهناك مأكولات أخرى صنفها الأطباء كوسائل طبيعية لخفض ضغط الدم، أهمها الفواكه كالبرتقال، والموز، وعصير العنب، والثوم، والبطيخ، ومكسرات الكاجو، وجوز الصويا، ونبات اللوز.